فرسطاء” .. من عيون إرث جبل نفوسة العريق
يعيشُ سكّانُ مدينةِ فرسطاء في جبلِ نفوسة -“الجبل الغربي” – مزيجاً ثقافياً يجمعُ بينَ الإرثِ الحضاريّ القديمِ الممتدِّ لـ500 سنَةٍ، والحضارَةِ الحديثَةِ.. في صورَةٍ من صورِ التنوّعِ الذي يُضفِي على المدينَةِ وسكّانِها ميزةً خاصَّةً.
يمثّلُ التنوعُ الثقافيُّ في ليبيا عامَّة، نقطةً مشتركةً في عمومِ البلادِ، إذ إنَّ أغلبَ المدنِ الليبيّة تجمعُ في عَمارَتِها وعاداتِها وتقاليدِها بينَ ما هوَ قديمٌ مميَّز وحديثٍ معاصِر.. ومدينةُ فرسطاء ذاتُ الأصولِ الأمازيغيَّةِ إحدى هذهِ المدن.
فرسطاء تحدُّها مدنٌ عدّة فَمنَ الجهَةِ الشرقيَّةِ؛ طمزين ومن الغربِ كاباو ومن الجنوبِ الحمادَة الحمراء، أمَّا شمالا فمدينَةُ تيجي لتشكّلَ حلقةَ الوصلِ بينَ أعلى الجبلِ وسفوحِ الصحراء.
ورغمَ انتقالِ سكّانِ فرسطاء من المدينَةِ القديمَةِ إلى الحديثة سنةَ 1957، فإنَّ أهلَها ما زالوا محافظينَ على كلِّ العاداتِ والتقاليدِ الأمازيغيّةِ القديمَة، مثلهم مثلُ أغلبِ سكّانِ الجبلِ.
اختلافُ العاداتِ، وتَوارثُ الحضاراتِ بينَ المدنِ الليبيّةِ يُشكّلُ ميزةَ جذبٍ للسياحِ، داخلياً وخارجيا، إذا ما أرادَت الجهاتُ المسؤولةُ استثمارَ ذلكَ فعلا، وهي ما يميّزُ ليبيا عن باقي دولِ المنطقَةِ.. ولهَا في فرسطاء خيرُ مِثال.