فرحة سورية متضاربة بـ”عدد قتلى أقل”.. في 2018
218TV|خاص
مارس عشرات آلاف السوريين طقوس فرح لافتة، ومن نوع نادر خلال اليومين الماضيين، توازيا مع إحصائية قالت إنه منذ عام 2011 شهد عام 2018 أقل عدد للقتلى من السوريين في ظل الحرب الأهلية الدائرة التي بدأت في مارس 2011، وقد اعتبرت أوساط سورية أن هذا الرقم من القتلى حول المدن السورية في العام الماضي، يبدو متدنيا مقارنة بأعوام أخرى كانت أرقام القتلى فيها “صادمة ومروعة”، ففي أحد الأعوام وصل عدّاد القتلى إلى نحو ربع مليون قتيل، علما أن هذه الإحصائيات تتضمن غالبا القتلى الذين يسقطون من المدنيين والعسكريين، وأن إحصائية عام 2018 قالت إنه قُتِل نحو 21 ألف سوري وهو رقم يبدو كبيرا جدا مع إسقاط مقارنته بأعوام أخرى.
وتقول مستويات مصنفة على أنها موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد إن العدد المتدني بالنسبة لسنوات سابقة هو مؤشر على بدء مرحلة من التعافي في الداخل السوري، وإن الحرب الدائرة بين النظام والمعارضة قد أوشكت على نهايتها لصالح الحكومة السورية التي استعادت السيطرة على أجزاء واسعة جدا من الجغرافيا السورية، فيما تأمل تلك الأوساط بأن يشهد العام الحالي “عدد صفر قتلى”، وهو أمل يبدو أنه صعب المنال وفقا لأطراف سورية أخرى تقول إن الأمن لم يستتب بعد للنظام السوري.
المعارضة السورية التي مُنِيَت بخسائر عسكرية وسياسية طيلة العامين الماضيين تتساءل ما إذا كان مقتل نحو عشرين ألف سوري هو مدعاة للفرحة في وطن تعيث فيه مليشيات إيرانية وباكستانية ولبنانية فساداً واسعاً، أو ما إذا كان استمرار التهجير الداخلي لعشرات آلاف السوريين بين المدن والمناطق السورية خوفا من بطش النظام يستحق فرحة السوريين، أو حتى اعتباره مؤشرا على أمل ما، إذ تعتبر أطياف المعارضة السورية أن مقتل عشرين ألف سوري هو علامة على فشل كامل لنظام الأسد، ومدعاة لتدخل دولي لرفع الظلم والبطش عن السوريين.
الجدير بالذكر أنه منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا والتي بدأت باحتجاجات سلمية، سرعان ما استخدم النظام السوري “القوة المفرطة” تجاهها، لا تتوفر تقديرات رسمية حقيقية بشأن أعداد القتلى الذين سقطوا في هذه الحرب، أو الجرحى، أو عدد من هجّرتهم هذه الحرب سواء إلى خارج سوريا، أو على هيئة نزوح بين المدن في الداخل السوري.