ترجمة خاصة 218
أعد مراسلو قناة “فرانس 24” تقريرا مفصلا باللغة الإنجليزية عن أحوال العاصمة طرابلس التي تعاني من الاضطرابات منذ ثورة العام 2011.
وتطرق التقرير في مستهله إلى عشرات القتلى الذين سقطوا خلال الاشتباكات التي اندلعت في أغسطس الماضي والتي تلتها هدنة هشة توسطت الأمم المتحدة للوصول إليها، مبينا بأن مُعدّي هذا التقرير حاوروا المواطنين البسطاء للتعرف على مجمل المشاكل التي يعانون منها.
وأشار التقرير إلى أن تمكن سكان العاصمة طرابلس هذا العام، لاسيما الصوفيون منهم، من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مؤشر واضح على وجود حالة من الاستقرار بعد أن منعتهم الجماعات المسلحة المتشددة لـ4 أعوام خلت من القيام بذلك، غيرَ أن الأوضاع تبقى معقدة رغم ذلك.
وأكد التقرير انتشار عناصر أمنية بلباس مدني وعسكري لتأمين طقوس الاحتفال التي شارك فيها رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج والذي بدت عليه علامات الفرح مع أمنياته بالتمكن من الاحتفال بهذه المناسبة في كل عام، مبينا بأن السراج أرسل من خلال مشاركته رسالة مفادها أن العاصمة طرابلس آمنة.
من جانبه أشار الزعيم الروحي للصوفيين في العاصمة طرابلس عبد الله بانون إلى أن الشعب الليبي ينتظر إقامة الانتخابات لاختيار ممثليه ومن يحكمونه، خاصّة بعد تأجيل الاستحقاق الانتخابي الذي كان مقررا في ديسمبر الجاري إلى الربع الأول من العام المقبل.
ونقل التقرير عن الصوفيين مخاوفهم من ممارسة طقوسهم؛ لتعرضهم لأنواع التهديدات من الجماعات المسلحة التي هدمت مساجدهم ومنعتهم من ممارسة طقوسهم مؤكدين بأن تأمين العاصمة طرابلس يجب أن يكون في أولوية القائمين عليها لأن الأمن أهم من الاقتصاد.
ورافق معدو التقرير الشرطة التابعة لوزارة داخلية الوفاق في دورية بمركز العاصمة طرابلس حيث أكدوا بأن التحدي الأكبر الذي يواجههم هو انتشار الجماعات المسلحة والسلاح فيما أشار العقيد محمد عبد الله إلى أنه ومن معه يتابعون السيارات التي لا تحمل لوحات ويتخذون اللازم بشأنها.
وصرح وزير الداخلية المفوض بحكومة الوفاق فتحي باشاغا قائلا بأن هنالك العديد من الجماعات المسلحة التي تعمل بالتوازي مع القوات النظامية وهو ما يعرقل تحقيق الأمن الذي ينشده جميع الناس مبينا بأن الحوافز المالية مع خطوات فرض القانون هي الحل الأمثل لإنهاء فوضى السلاح.
وبالانتقال إلى أزمة شحّ السيولة النقدية التي أتت بسبب انقسام المؤسسات المالية في ليبيا إذ يعاني المواطنون في العاصمة طرابلس شأنها شأن باقي المدن الأخرى من هذه الأزمة، بينما يعد التصريح بها لوسائل الصحافة والإعلام لاسيما الأجنبية منها مخاطرة هي الأخرى. وأشارت إحدى المواطنات إلى أنها لم تحصل على سيولة نقدية منذ 4 أشهر وهو ما جعلها تضطر للتبضع عبر الصكوك المصرفية التي رفعت سعر الغذاء والحاجات الأساسية الأخرى بنسبة 25% وأحيانا 30% لأن أصحاب المتاجر يشترطون هذه النسبة لمنح بضائعهم.
وسلط معدو التقرير في جانب منه الضوء على انتشار ظاهرة أغاني فن “الراب” بين بعض المراهقين ممن لم يعاصروا عهد القذافي أو كانوا أطفالا صغارا حينما تمت الإطاحة به عام 2011 حيث أبدى هؤلاء استغرابهم من التضييق عليهم لاسيما وأنهم يعبرون من خلال فنهم عن انتقادهم لأوضاعهم الصعبة.
واختتم التقرير بالإشارة إلى صعوبة حل الأوضاع في ليبيا لوجود انقسام سياسي واضح وانتشار كبير للسلاح وهيمنة للجماعات المسلحة على كافة مناحي الحياة، مشيرا في الوقت ذاته إلى صعوبة عمل وسائل الإعلام والصحافة، خاصّة الأجنبية منها، في ليبيا بسبب القيود الصارمة.