فجر ليبيا.. ذكرى إجهاض حلم الديمقراطية
تمر اليوم على الليبيين الذكرى الخامسة لعملية فجر ليبيا التي أعادت المؤتمر الوطني العام وناوأت مجلس النواب وكانت بحسب مراقبين كثر سبباً في إجهاض حلم الديمقراطية والانتقال من الثورة إلى الدولة.
وكانت “فجر ليبيا” واحدة من لحظات ليبيا الكارثية التي عبرت عن نكوص فريق سياسي وانشقاقه عن السياسة ودعوته علنا للحرب.
كان هذا الفيديو مقدمة لفكر بدأ يتجذر، حتى جاءت هذه اللحظة في يوليو 2014.
(الله أكبر المطار)
بعد هذه التكبيرة تغير وجه الخارطة السياسية في ليبيا، وأعلن عملياً إجهاض حلم الديمقراطية الوليدة في بلد كان بالكاد قد توجه لصناديق الانتخاب بعد عقود من الظلم. تغير وجه العملية السياسية، ذلك أن من تجمعوا تحت راية قسورة ومن ثم فجر ليبيا لم يستطيعوا تقبل تقلص أدوارهم في المرحلة السياسية لما بعد المؤتمر الوطني والتي أفرزت حينها مجلس النواب بفعل توصيات فبراير التي قبلها فصيل الإسلام السياسي على مضض، بل أرادوا تمديد بقائه وحجب الصناديق عن الأعين إلى حين.
قتل في فجر ليبيا المئات من شباب تم حشو آذانهم بخطاب الحماسة والفتاوي المحللة لقتل أخيك..
(((أسامة كعبار))
بعد فجر ليبيا، تغيرت أمور كثيرة، انهارت العملية السياسية، صار هناك فسطاطين يرسمان حالة استقطاب حاد، فسطاط الليبيين وفسطاط لليبيين آخرين يعتقدون أنهم أكثر إسلاما.. وانقسمت المؤسسات، انزلقت ليبيا أكثر نحو الفوضى وصارت لقمة سائغة للإرهاب الذي نشط ونشط معه الحلم في عودة وهم الخلافة، وهبطت قيمة الدينار وضاقت المعيشة على الناس.
كانت “فجر ليبيا” امتداداً لحالة الثورية المبالغ فيها، وكانت منعرجاً فاصلاً وحاسماً في انحراف مسار الثورة عن سياقها، وجعلت من الثورة التي كان يفترض أنها تحمي أبناءها آكلة لهم.