فايز السراج مظلوم أم “مفترى عليه”: “عُرُم أزمات”
218TV|خاص
ما إن رست القطعة العسكرية التي حملته إلى رصيف قاعدة بوستة البحرية في طرابلس، حتى تحول فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الذي أقنع العالم في أواخر عام 2015 بأنه “خيار اضطراري” إلى ما يمكن وصفه بـ”عميد بلدية”، فالرجل الذي كلفه العالم بعد اتفاق الصخيرات بإدارة “مقاربة سياسية” بشأن ليبيا وجد نفسه غارقاً ومُكبلاً بـ”عُرُم أزمات” أصبح معروفا لدى عموم الليبيين أن فايز السراج ومعه “تركيبة رئاسي الوفاق” انشغلوا بـ”الهموم الحياتية اليومية”، وهو ما صرف النظر عن الانقسام السياسي الذي أدى ترسّخه إلى “تدهور معيشي حاد” طيلة العامين الماضيين.
أخفق فايز السراج في تطوير “مشروع سياسي جامع” بعد أكثر من عامين مرت على وصوله إلى طرابلس، ومن “سوء حظه” أن العقيد معمر القذافي لم يسمح لليبيين على مدى أربع عقود بـ”تطوير ثقافة حُكْم” يعرف من خلالها الليبي دولة المؤسسات والأدوار والمسؤوليات لا “دولة الخيمة” التي سرعان ما تهاوت حين غضب الليبيون من تأخرهم على مستويات كثيرة، إذ انشغل السراج ب”الضي والخبزة والماء والدواء والسيولة والنزوح”، وهي ملفات كان يُفْترض أن يتولاها جهاز حكومي “رشيق وخبير”، ويمتلك “خبرة ميدانية”، لكن السراج حاول مسايرة غضب الليبيين بأن “حمل وِزْر كل هذه الأزمات”، مع أن سيرته الذاتية لا تشتمل على بند “الإدارة الناجحة” بما يجعل من “الرئيس المفترض” ليس أكثر من “مدير أزمات” مع “علامات متدنية جداً”.
باستثناء قدرته على تثبيت “الاقتناع العالمي” فيه بأنه “خيار اضطراري في ليبيا” فإن السراج “المُفْترى عليه” ب”عُرُم الأزمات” لم ينجح في تقديم نفسه ك”قامة سياسية قادرة على جمع الليبيين”، مثلما لم ينجح في كسب “خبرة إدارية”، رغم أنه في الأشهر الأخيرة سعى ل”تبديل طريقة اللعب”، والتحدث ب”نبرة مختلفة”، لكن يبدو أن انطباع الليبيين عنه قد رسخ كونه الرجل الذي أهداه القدر الليبي “فرصة استثنائية” ليكون “أول زعيم سياسي مدني” بعد العقيد، لكنه أهدرها لظروف خارجة عن إرادته، فلا أحد يستطيع أن يحل أزمات ليبيا من دون “أرض صلبة في ليبيا”، و “نوايا دولية صافية”.
السراج الذي افترت الأقدار السياسية عليه، وجعلته “مظلوماً” أدى ما عليه، وقدّم ما اعتقد أنه “الإجابة الصحيحة”، ففي أقرب أجل سيبدأ “المُصحّح الليبي” تصليح “دفتر إجابة السراج”، وقديما قيل في “الامتحان يُكْرم المرء أو يُهان”، وإن كان السراج نفسه يعتقد أنه لم يؤدّ بشكل يتيح له “علامة الحافة”.