فاطمة الشريف.. لا أسف على تيجان الملكية
218TV | خاص
هناك نساء رائدات خلف أحداث التاريخ السياسي، قد يغفل المؤرخ عن تدوين مسيرتهن المؤثرة داخل المجتمع.
فاطمة الشريف، أو فاطمة الإدريس كما تحب أن تذيل رسائلها الملكية بهذا الاسم، على غرار التقاليد الملكية البريطانية، هي أصغر بنات أحمد الشريف السنوسي.
ولدت فاطمة في واحة الجفرة عام 1911، وتزوجت أثناء إقامتها في المهجر من ابن عمها إدريس السنوسي، وكانت حريصة على المشاركة في الانشطة الاجتماعية كرعاية المهرجانات الكشفية للمرشدات، والأعمال الخيرية وكل ما يتعلق بهموم المرأة وتطلعاتها نحو الحرية والتحرر.
وبعد أقل من اسبوعين من الانقلاب الذي قفز به معمر القذافي على السلطة، أرسل “ديك اندول” المفوض المقيم للحكومة البريطانية في ذلك الوقت، رسالة مواساة إلى إدريس السنوسي الذي جمعته به علاقة وثيقة، وكان رد فاطمة الشريف آخر ما وصل من رسائلها إلى الإعلام.
فقالت في رسالتها “قبل أن أنهي رسالتي أحب أن أقول إننا نحمد الله على أن تيجان الملكية لم تبهرنا قط، ولا نشعر بالأسف لفقدها، فنحن كنا دائما نعيش حياة متواضعة ولم يغب عن أذهاننا مثل هذا اليوم، كما نحمد الله أننا لا نملك مليما واحدا في أي مصرف حتى يشغل بالنا المال، ولم نغير أبدا معاملتنا لأصدقائنا وهي لن تتغير مع الأيام”.
نأت آخر ملكات ليبيا بنفسها عن الحديث في الشأن الليبي طيلة حياتها، أسوة بالملك الذي لم يعلق أبدا على الأحدث المتسارعة في بلاده.
ورحلت فاطمة الإدريس عن الدنيا في عن عمر يناهر الـ99 عاما خارج الوطن، وفي مقبرة البقيع في المدينة المنورة، دفنت فاطمة يوم 5 اكتوبر من العالم 2009 بجوار زوجها الملك إدريس السنوسي وأبيها أحمد الشريف.