“غويريني”: الافتقار لأجندة أوروبية بليبيا سمح بنفوذ روسيا وتركيا
اعتبر وزير الدفاع الإيطالي لورنزو غويريني، أن ليبيا يمكن أن تكون مثالاً للنقلة النوعية التي يجب القيام بها على المستوى الأوروبي لبناء سياسة دفاعية وأمنية حقيقية، معتبراً أن عدم وجود أجندة أوروبية خاصة بليبيا؛ سمح لجهات أخرى أن تصبح أطرافاً فاعلةً، مثل روسيا وتركيا.
وأكد “غويريني” أن روسيا تحصل اليوم في المتوسط ما لم تحصل عليه في الماضي، في إشارة للقاعدتين الروسيتين في سوريا ودورها في ليبيا، مشيراً إلى أن الافتقار إلى ما وصفه بالعمل الجاد والمبادرة والطموح؛ يعني أن الجهات الأخرى الفاعلة تستطيع بناء وجود حازم لها، وفرض منافذ وظيفية لمصلحتها الخاصة.
الوزير “غويريني”، الذي كان يتحدث بعد اجتماع مخصص لبحث القضية الأفغانية؛ اعتبر أن الوجود العسكري الأجنبي المباشر أو غير المباشر في ليبيا ليس عنصراً من عناصر تكييف القرار، متسائلاً عن أي مستقبل للالتزام العسكري الإيطالي ؟ معتبراً أن اللعبة في ليبيا هي سياسية ودبلوماسية.
مخاوف “غويريني” من الدور الروسي والتركي في ليبيا؛ شاطره فيها وزير الداخلية الإيطالي الأسبق ماركو مينيتي، ففي مقالة نشرتها صحيفة “دي فيلت” الألمانية، تحدث عن المذكرة الإيطالية الليبية بشأن المهاجرين ودور الاتحاد الأوروبي في منطقة المتوسط.
ورداً على سؤال حول زيادة تدفقات الهجرة؛ قال “مينيتي” إنه بعد عام 2018 طفت، من جديد، مسألة إعادة التوزيع والتوطين الداخلي للمهاجرين، ومع ذلك ليس من الممكن إيجاد توافق بين الدول الأوروبية بشأن تعديل معاهدة دبلن إذا لم يواجه الأوروبيين التحدي الأفريقي أولاً، مضيفاً أن انقسام الأوروبيين في بروكسل؛ أوصل روسيا وتركيا إلى ليبيا، معتبراً أن ذلك يشكّل تغييرًا جيوسياسياً تاريخياً لا يمكن تصوره.
ورأى “مينيتي” أنه بعد وجود روسيا في البحر الأبيض المتوسط؛ يتعيّن على الاتحاد الأوروبي إدراك أن التوازنات في المتوسط تتغير، وأنه يجب التعامل معها لعقود كاملة، معتبراً أن المشكلة تتجسد في عدم استيعاب أوروبا أن منطقة وسط المتوسط الموسّعة؛ ستكون ذات أهمية حاسمة لمستقبلها.
وأضاف أنه يجب على أوروبا أن تقترح ميثاقا للهجرة والتنمية الاقتصادية مع ليبيا وتونس ودعوتهما لتكثيف الحرب ضد المتاجرين بالبشر، إضافةً إلى التحرك العاجل في هذا الإطار، وإذا لم يحدث ذلك؛ فسيكون من الصعب إجراء الانتخابات في ليبيا في موعدها المحدد، وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى تصاعد التوترات مجدداً، مع احتمالية تقسيم ليبيا إلى منطقتيْ نفوذ “روسية وتركية”، كما حدث في الحالة السورية، وسيكون ذلك هزيمةً ثقيلةً لأوروبا، وبمثابة أفغانستان أخرى.