غليان في روسيا.. والشرطة تعتقل آلاف المحتجين
متحدّين الحظر الذي فرضته السلطات في روسيا، وأجواء البرد القارس الذي وصلت فيه الحرارة في بعض الأماكن إلى الخمسين تحت الصفر، احتشد عشرات الآلاف مطالبين بإطلاق سراح المعارض البارز أليكسي نافالني، استجابة لدعوة أطلقها وأنصاره بعد اعتقاله فور وصوله إلى مطار موسكو، وقامت الشرطة باعتقال ما يزيد على ثلاثة آلاف من المحتجين، بعد أن استخدمت القوة لتفريق التجمعات في أكثر من 60 مدينة.
وشهدت العاصمة موسكو حشد أكثر من أربعين ألف متظاهر، بينما قالت السلطات إن العدد لم يتجاوز الأربعة آلاف، وردد المشاركون عبارات منها “بوتين لص” و”العار” و”الحرية لنافالني”، وقامت الشرطة باحتجاز يوليا نافالنايا زوجة نافالني، لساعات عدة قبل أن تفرج عنها، بينما بقي عدد من حلفاء نافالني السياسيين في الحجز، ولم يصدر عن الكرملين أي تعليق فيما يخص الاحتجاجات، لكنه سبق ووصفها بأنها بفعل “محرضين” وغير قانونية.
وتوالت ردود الفعل الدولية منددة بعمليات القمع التي شهدتها التظاهرات، فقد دعت الولايات المتحدة على لسان المتحدث باسم خارجيتها السلطات الروسية إلى إطلاق سراح المحتجين والصحفيين المحتجزين، واستنكرت استخدام القوة ضدهم، كما دعت إلى الإفراج “غير المشروط” عن نافالني، وقالت المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في موسكو، ريبيكا روس، إن “السلطات الروسية تعتقل المتظاهرين السلميين والصحفيين – في حملة منسقة لقمع حرية التعبير والتجمع السلمي”. كما غرّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل معرباً عن استنكاره استخدام السلطات القوة على نحو وصفه بغير المتناسب”، بينما ندد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب “باستخدام العنف في مواجهة المحتجين السلميين والصحفيين”.
جاء الرد الروسي سريعاً على لسان المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إذ قالت إنه يتعين على سفارة الولايات المتحدة في موسكو، شرح نشر التجمعات غير المصرح بها في روسيا لوزارة الخارجية، مضيفة أنه لو قامت السفارة الروسية في واشنطن بنشر خريطة لطرق الاحتجاج نحو مبنى الكابيتول. كان سينتهي هذا بهستيريا عالمية من السياسيين الأمريكيين.