“غضب فزان”.. الأزمة تشتعل والحلول تغيب
تقرير 218
بلغ احتقان أهل الجنوب الأوسط والغربي مداه، أواخر أكتوبر الماضي، بإطلاق حراك غضب فزان الذي لوح بسلاح إغلاق الحقول النفطية بعد تجاهل الساسة لهذا الإقليم الشاسع من أرض ليبيا الذي يحتوي على 75% من ثرواتها من نفط وماء ومعادن وأراضي فلاحة خصبة .
وعلى مدار السنوات السبع الماضية شهدت أرجاء متفرقة من البلاد إغلاقات مشابهة شرقاً وغرباً من أطراف وجماعات محددة ومن مليشيات وأفراد في حالات أخرى كان لكل منها مطالبه الخاصة.
وفي كل مرة كانت الحكومات المتشظية وملاك سلطة المال والسلاح يحلّون هذه الأزمات بشكل معزول ومؤقت دون حلول جذرية، في الوقت الذي يقترب فيه التعامل مع حراك غضب فزان اليوم من نفس المعالجة السطحية المغلوطة.
ويختلف وضع أزمة الحقول النفطية المُهددة بالإغلاق، إذ لاقى حراك غضب فزان انقساماً من أهل الجنوب الأوسط والغربي أنفسهم، إلا أنَّهُ مع تعاقب الأيام وتتالي المواقف المريبة من صناع القرار بين صامت وهازئ فإن الحراك يتمدد وينضم إليه من كان بالأمس معارضاً أو حتى متحفظاً في ظل مايشهده الجنوب من تهميش وظلم صارخين.
فهل يستفيق صناع القرار شمالاً بالخطر المحدق قبل أن تستغل أطراف خارجية كعادتها هذا الحراك السلمي وتزكي ناره؟