غضب الشارع يهز “إخوان الجزائر”.. ويرعبهم
218TV | خاص
رغم أن الهدف المعلن لتظاهرات واسعة تعم المدن الجزائرية منذ نحو أسبوعين هو الاعتراض على ترشح الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رئاسية جديدة هي الخامسة له منذ عام 1999، إلا أن هذه المظاهرات نجحت على الأرجح بإيصال رسالة من نوع آخر سرعان ما تسلمها حزب حركة مجتمع السلم “النسخة الجزائرية” من جماعة الإخوان المسلمين، إذ قرر الحزب عدم السماح لعبدالرزاق مقري الترشح للانتخابات الرئاسية وفق تصويت داخلي أظهرت نتائجه ميلا كبيرا لعدم خوض “أخوان الجزائر” الانتخابات الرئاسية، التي ينتهي التسجيل لها اليوم الأحد.
وقبل ساعات من إقفال المجلس الدستوري لباب الترشح للانتخابات الرئاسية التي ستجري الشهر المقبل، فقد أثمر تصويت داخلي عن رفض ترشح مقري للانتخابات الرئاسية بأغلبية 145 صوتاً، مقابل 97 صوتا لم يمانعوا من أن يكون مقري مرشحا رئاسياً، لكن النتيجة وفق ما يقوله كثيرون في الداخل الجزائري أن الشارع السياسي يمكن أن ينتفض أيضا إذا ما ترشح مقري، فهو الشارع الذي لم يتردد من أن يقول لشخصية سياسية جزائرية لها وزنها السياسي والنضالي مثل بوتفليقة: “كفى”، الأمر الذي يمكن أن يتكرر مع شخصيات منتمية لتيارات الإسلامية الجزائرية، التي تعتبر غير مرغوبة على الصعيد الشعبي.
وفي تطور مهم يقول محللون أنه نجم عن “فائض القوة” الذي أظهره الشارع الجزائري سياسيا “علناً” ضد خيار بوتفليقة، و “ضمنا” ضد التيار السياسي الإسلامي، الذي سادت مخاوف من “ركوبه الموجة” سياسيا”، والتوجه إلى سياسة “فرض أمر واقع”، وهو الدفع بالقيادي الإخواني مقري بديلا لبوتفليقة، الأمر الذي افترض معه كثيرون تجدد سيناريو عام 1992 حين رفضت المؤسسة العسكرية الجزائرية، وشرائح واسعة من الجزائريين فوز تيارات الإسلام السياسي وقتذاك.