غسان سلامة يوجه 5 “لسعات” لـ”الرئاسي”.. إحاطة مضطربة
218TV| خاص
لولا “تفاعلات” القتال في سبها، ثم بدء الجيش الوطني عمليته في مدينة درنة، ربما لم يكن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة سيُقدّم في إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي الدورية “أي جديد”، إذ أبقى على “العموميات” و “العناوين الفضفاضة” التي حفظها الليبيين حتى من قبل أن يأتي سلامة، فأسلاف “السياسي اللبناني الجنتلمان” لم يشذوا عن القاعدة، إذ لم يبتعدوا عن “العموميات”، و “المنطقة الرمادية” التي لا تُغْضِب أبداً داخل ليبيا وخارجها، إذ يُحذّر سلامة من اندلاع “حرب إقليمية” انطلاقا من سبها داعيا إلى “حل عاقل” بين الليبيين ودول جوار الجنوب الليبي.
في درنة لم يُعلّق غسان سلامة كثيرا على “المعركة المستجدة”، لكنه تناسى على الأرجح أن الجيش الوطني أعلن منذ أشهر عزمه على استعادة درنة إلى حضن الدولة، فيما كان لافتا أن “يُساوي” سلامة بين الجيش الوطني كطرف أثبت حضوره على رقعة وازنة من الجغرافيا الليبية، وبين مليشيات مسلحة روّعت العباد، وهيمنت بقوة السلاح على “حياة وقرار الدرناويين”، إذ وجّه سلامة دعوة إلى كل الأطراف إلى “ضبط النفس”، وفتح المجال أمام المساعدات الإنسانية من أجل الدخول إلى المدينة.
في إحاطة سلامة فقد لوحظ أن المبعوث الأممي قد وجه “خمس لسعات” على الأقل للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، إذ انتقد قراره الأخير بشأن جماعة مسلحة في العاصمة طرابلس، قبل أن يؤكد بأن التعديلات على الاتفاق السياسي لم تعد مجدية كثيرا إذا ما تقرر أن تجري الانتخابات، إذ استخدم مصطلح “في أشهره الأخيرة”، وهو يتحدث عن “رئاسي الوفاق”، كما لو أنه يقول إن هذا الجسم السياسي لن يكون صالحاً في اليوم التالي للانتخابات، وأن “إكرام الميت دفنه”، قبل أن يلفت إلى أن “رئاسي الوفاق” أمامه الكثير من العمل الواجب عليه قبل العملية الانتخابية، وهنا أمكن رصد مفارقة لافتة إذ بدا كما لو أنه يُحمّل “رئاسي الوفاق” سلفا مسؤولية تعذّر إجراء انتخابات عامة في ليبيا، كان واضحا أن سلامة ليس مُتحمّساً لها.
في لسعات سلامة أيضا يقول سلامة إنه مع إقرار موازنة عام 2018 من قِبَل الرئاسي فإن المسؤولين مطالبين بأن تصل الأموال إلى الناس على شكل خدمات من دون تأخير، والأهم من دون فساد، إذ أن ما يعرفه الليبيين عن فساد المسؤولين اختصره سلامة بالتلميح على شكل “لطشة سريعة، كما لو أنه يريد أن يقول للعالم إن هناك سرقات وفساد.. فماذا أنتم فاعلون؟
في ملف الانتخابات، كان واضحا من إحاطة سلامة أن يوم الاقتراع لا يزال بعيد المنال، وبدا كما لو أنه يُلمّح إلى ضرورة عدم انتظار الليبيين لها، لأنه سأل عن التمويل المالي للعملية الانتخابية، و”اشترط” قبولاً مسبقاً من الأطراف السياسية لنتائج العملية الانتخابية، وتحدث عن وجوب الاتفاق على ترتيبات أمنية مكينة”، إذ يعرف سلامة وأيضا من قدّم الإحاطة أمامهم أن شروطا من هذا النوع في ظل “المعادلة السياسية والأمنية” الموجودة في طرابلس تبدو مستحيلة، فسلامة نفسه عاد في إحاطته لينتقد “الخضوع السياسي” لهيمنة السلاح.
لم تُفاجئ إحاطة سلامة الليبيين أسوة ب”إحاطات سابقة”، ويمكن القول إن الليبيين يعرفون عن ليبيا أكثر من سلامة، ويعرفون أن سلامة ربما يقوم ب”تقطيع الوقت” بانتظار أن يحل رسول أممي جديد مكانه، ليدخل من جديد إلى “مرحلة التعارف”، ثم “وضع خطة” لا يُنفّذها أحد، ثم “الشكوى والتذمر” أمام العالم الذي يُنفّذ عملية “إدارة ظهر” غير مسبوقة لليبيا والليبيين.