“غرائب مرتقبة”.. في الحكومة اللبنانية الجديدة
218TV|خاص
يُعْتقد على نطاق واسع في الداخل اللبناني أن الرئيس اللبناني ميشال عون من المُرجّح أن يُصْدِر اليوم الجمعة أو يوم غد السبت على أبعد تقدير مرسوم تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة سعد الحريري بعد سبع أشهر من تكليفه بتشكيل الوزارة الجديدة، لكن تنتظر الأوساط اللبنانية “مفارقات وغرائب” يمكن أن ينطوي عليها التشكيل الوزاري الذي بدأت الكثير من ملامحه بالتسرب إلى اللبنانيين طيلة الساعات القليلة الماضية، إذ أن الصحافية اللبنانية مي شدياق التي سبق أن تعرضت عام 2006 لمحاولة اغتيال فقدت على إثرها بعض أطرافها ستكون وزيرة في الحكومة الجديدة إما لحقيبة الإعلام أو لحقيبة الثقافة، وممثلة عن حزب القوات اللبنانية الذي يترأسه سمير جعجع. وشدياق تعتبر من أشد خصوم سوريا على الساحة السياسية، إذ سرعان ما اتهمت نظام الرئيس السوري بشار الأسد بمحاولة اغتيالها، فيما لا تزال صاحبة الصوت الأعلى لمهاجمة نظام الأسد، ومن تزعم أنهم “أدواته في لبنان” في إشارة ضمنية إلى أحزاب لبنانية عدة في مقدمتها حزب الله، الذي سيكون عدة وزراء له يتشاركون مع شدياق حقائب الحكومة اللبنانية، في وقت تعلو فيه الأصوات التي تطالب بإعادة تطبيع العلاقات مع نظام الأسد. وفي المفارقات المرتقبة للتشكيل فإن الخبير الأكاديمي المعروف على نطاق دولي إلياس بوصعب سيكون وزيرا للدفاع من دون أي خبرة عسكرية سابقة، أو أي صلة سابقة بالمؤسسة العسكرية، إذ سبق له أن تقلّد منصباً وزارياً واحدا قريبا من تخصصه العلمي، إذ عُيّن وزيرا للتربية والتعليم قبل أكثر من عامين وهي التجربة الوزارية اليتيمة له، علماً أنه ينتمي إلى حزب التيار الوطني الذي أسّسه الرئيس عون، وهو متزوج من المطربة اللبنانية المعروفة جوليا بطرس. وينتظر اللبنانيون للمرة الأولى أن تشهد التشكيلة الوزارية “صهرين لرئيس الجمهورية” في حكومة واحدة، فإلى جانب وزير الخارجية جبران باسيل –زوج شانتال عون- المُرشّح بقوة للاحتفاظ بحقيبته الوزارية السابقة، يجري الحديث عن احتمال دخول صهر آخر للرئيس هو الجنرال شامل روكز –زوج كلودين عون-، لكن فرص دخول روكز القائد السابق لفوج المغاوير أحد أقوى التشكيلات العسكرية في الجيش اللبناني تبدو ضعيفة، إذ سبق لروكز قبل نحو عامين أن كان مُرشحاً ليكون قائدا للجيش اللبناني. ومن المفارقات التي بات مُسلّماً بها فإن التشكيل الحكومي الجديد سيكسر احتكار حزب المستقبل برئاسة سعد الحريري لتمثيل الطائفة السنية في الحقائب الوزارية، فقد أظهرت القوى السياسية اللبنانية المتهمة بالارتباط بسوريا “جسماً سُنّياً جديداً” مدعوماً بها بات دخوله إلى الحكومة الجديدة مُؤكداً بعد أن شكّل هذا التمثيل عقدة سياسية استعصت لنحو شهرين قبل أن يجري تدوير زواياها الحادة.
> |