غارة غدامس.. رواية الشاهد الأخير
بعد مرور 75 عاما على ذكرى الغارة الفرنسية الأميركية على مدينة غدامس، رافقنا الحاج محمد الطاهر عزيزي، الشاهد الوحيد المتبقي على الغارة وأحد الجرحى الذين سقطوا إثرها.
يستذكر الحاج الطاهر هول ما عاناه جراء هذه الغارة وعيناه تتفقدان مكانها وكأنه مازال يعيش تلك اللحظة بتفاصيلها.
تعرضت مدينة غدامس في نهاية الحرب العالمية لغارة عنيفة، في يوم الاثنين الموافق 11 يناير عام 1943، ألقت خلالها الطائرات حوالي 13500 كيلوغرام من القنابل، حيث انطلقت القاذفات الأمريكية من القاعدة الفرنسية بمدينة بسكرة بدولة الجزائر.
لم يقتل الأميركيون أو الفرنسيون في الغارة، ولا الألمان أو الإيطاليون الذي يحاربونهم، بل قتل 40 ليبياً، وجرح 12 شخصاً أحدهم الحاج عزيزي، الذي أصيب بشظايا وسقطت الجدران عليه، وظلت آثار الجراح باقية في وجهه طوال 75 عاما.
لحق الدمار ب70 منزلاً نتيجة الغارة، وتصدع 200 منزل آخر، وظلت خلال الزمن شاهداً على المعركة العنيفة.
تعرض أقدم مساجد غدامس وأعرق مبانيها إلى دمار كامل خلال ذلك الوقت، كما تصدع جامع يونس.
ليست الحرب إلا أذى، فلا هدف عسكري أصيب خلال الغارة، ولا تضرر الجنود الإيطاليون ولا من يحارب معهم.
الحاج عزيزي الذي ولد عام 1925، كان يبلغ ثمانية عشر عاماً حينها، ظل يحمل ذكرى ما حدث في عقله، ويحمل آثاره في جسده، لينقل لنا هول الحادثة التي عكرت صفو الواحة الهادئة.