غات المنكوبة تستغيث.. والاستجابة تأتي
توجه ممثل من الأمانة العامة للهلال الأحمر الليبي وفريق من الإنقاذ البحرى التابع للهلال الأحمر الليبي فرع أجدابيا بطائره محملة بشحنات إغاثة من مطار بنينا الدولى نحو مطار غات.
أقامت حملة شباب الإصلاح في مدينة أوباري عدة نقاط لجمع التبرعات من أهالي المدينة بهدف توصيلها لإغاثة سكان مدينة غات المتضررين من السيول والأمطار.
ولم تكن هذه الحملة في مدينة أوباري فقط بل امتدت إلى بلدية الغريفة حيث نظم شباب رابطة الأنوار في جرمة حملة لجمع التبرعات العينية والنقدية فيما سارع الهلال الأحمر إلى نقل معونات غذائية بالتنسيق مع غرفة الطوارئ والإمداد وبرنامج الغذاء العالمي برفقة فريق من الهلال الأحمر فرعي سبها والشاطئ.
من جانبها أعلنت منظمة الصحة العالمية في ليبيا عبر موقعها الرسمي تقديمها إمدادات طبية طارئة إلى مدينة غات بما في ذلك أدوية مرض الكوليرا التي سيتم استخدامها إذا لزم الأمر لمساعدة الناجين من الفيضانات.
وأشارت المنظمة في بيان لها إلى تقديم المساعدات الطبية الطارئة إلى مدينة غات أتى بعد أن تم عدها منكوبة للفيضانات التي اجتاحتها وأدت إلى خسائر في الأرواح والأموال وشلت الحياة العامة في المدينة وعطلت جميع مرافقها.
هذا وأمر قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر بتسيير جسر جوي إلى مدينة غات التي تم إعلانها مدينة منكوبة بسبب غرقها بالسيول والأوحال نتيجة الأمطار الغزيرة.
وأشار الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني اللواء أحمد المسماري إلى تكليف المشير خليفة حفتر القيادة العامة للجيش الوطني بالتنسيق مع الحكومة المؤقتة بتسيير هذه الجسر انطلاقا من الواجب الوطني والإنساني للجيش
واستجابة لنداءات سكان مدينة غات وأطرافها، كاشفا عن عمل الجسر على نقل مواد الإغاثة والمواد الغذائية المستعجلة والأدوية والمولدات الكهربائية إلى المتضررين، فضلا عن نقل المُصابين والمرضى للحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق قد أعلن في تعميم رسمي موجه إلى عدد من الوزارات والجهات الحكومية التابعة للمجلس بأن مدينة غات مدينة منكوبة.
وأشار التعميم إلى وجوب قيام وزارات الحكم المحلي والداخلية والصحة والمالية والشؤون الاجتماعية والمؤسسات الأخرى ذات العلاقة التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق باتخاذ كافة التدابير للتعامل مع الأوضاع في المدينة وتقديم الدعم اللازم العاجل والاستثنائي لها.
وأعلنت الحكومة المؤقتة على لسان الناطق الرسمي باسمها حاتم العريبي انطلاق قافلة جديدة لإغاثة مدينة غات عبر رحلة جوية من مطار بنينا الدولي.
وأشار العريبي في تصريحات صحفية إلى أن القافلة تتضمن احتياجات لوجستية وأغطية ومفروشات ومولدات كهربائية وأدوية، كاشفا عن انطلاق قافلة طبية أخرى من مدينة سبها مع سيارات إسعاف مجهزة بالكامل ومصحوبة بفريق طبي لكافة التخصصات وأدوية خاصة
للأطفال ومرضى السكري وأدوية الضغط. وأضاف أن القافلة تضمنت معدات ومضخات غاطسة لتوفير مياه الشرب ومضخات لشفط المياه وهي الآن في طور الشحن من مخازن الحكومة المؤقتة في مدينة سبها.
وأضاف أن الحكومة المؤقتة لن تتأخر عن أداء واجباتها تجاه أي مدينة أو منطقة أو قرية رغم الحصار وانعدام الموارد وما عبر عنه بـ”عبث” المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بأموال الشعب وجلب الأسلحة والمرتزقة الأجانب الذين يقاتلون الجيش الوطني بها على حد تعبيره.
بدوره أكد المتحدث باسم شركة الخطوط الجوية الإفريقية عمران الزبادي قيام إحدى رحلات الشركة بإفراغ حمولتها من المواد الإغاثية في مطار غات، مبينا استقبال أهالي المدينة والقائمين على ترتيبات الطوارئ الطائرة بالفرح الغامر.
ونقل الزبادي عن المرافق للطائرة مصعب الحجاجي وصفه للأحوال في غات بالكارثية بعد أن استعان المواطنون العالقون في بيوتهم بالثلاجات وبعض الوسائل الأخرى لإخراج مؤونتهم وحاجياتهم من البيوت الغارقة في المياه والأوحال، مؤكدا قيام الشركة برحلات أخرى منتظمة في الساعات والأيام المقبلة لتقديم مزيد من الدعم لمدينة غات.
هذا وانطلقت مساء اليوم الخميس من مدينة بني وليد قافلة مساعدات متمثلة بمواد غذائية وطبية متجهة لمدينة غات بعد الاجتماع الطارئ لعميد بلدية بني وليد بعدد من مديري القطاعات الخدمية وعلى رأسهم قطاع الصحة لتقديم الدعم لمدينة غات بعد تعرض منازل وممتلكات السكان فيها للضرر نتيجة السيول.
وكان عضو لجنة الطوارئ والأزمة في غات حسن عيسى قد أكد في تصريحات لـ218 أن المدينة التي تشهد سيولاً وفيضانات خطيرة منذ يومين، لم تستقبل أي مساعدات حتى الآن من حكومتي الوفاق والمؤقتة.
وقال عيسى إن أعداد النازحين تتزايد بشكل مُتسارع بالتزامن مع الزيادة الكبيرة في منسوب المياه بأودية جنوب غرب غات.
وأضاف: “وَجّهنا نداءات استغاثة إلى كافة الجهات المعنية للتدخل وإنقاذ بلدية غات، لكن دون جدوى، ولم يصلنا أي شيء من أي حكومة، الاتصالات ما زالت مقطوعة والعديد من الطرق مُغلقة”.
ضحايا ومفقودون
وارتفع عدد ضحايا السيول في غات إلى اثنين أحدهما طفل رضيع، فيما قامت لجنة الأزمة بتسجيل العديد من العائلات في سجلات المفقودين، بحسب ما ذكره عضو لجنة الطوارئ في غات.
وأشار عيسى إلى أن اللجنة بحاجة إلى قوارب للوصول إلى العائلات العالقة داخل منازلها المُحاصرة بالمياه لإنقاذها، مُبيناً وجود قرى لم تستطع فرق الإنقاذ الوصول إليها حتى الآن ولا يُعرف مصير قاطنيها وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع في المدينة.
استجابة أُممية
وكشف عيسى خلال حديثه لـ218 عن تواصل منظمات إنسانية وبعثة الأمم المُتحدة مع لجنة الأزمة في غات، مُبيّناً أنها أكدت عزمها التركيز على تكثيف عمل المنظمات التابعة للأمم المُتحدة في غات والنظر إلى وضعها والعمل على إغاثة المواطنين والمُتضررين داخلها جراء هذه الأزمة.
ولفت عضو لجنة الأزمة إلى أن بلديات الجنوب المُجاورة لغات أرسلت مساعدات ضئيلة مُقارنة بحجم الكارثة في المدينة، ضمن استجابة أولية منها لنداءات الاستغاثة.
توقّعات بتطوّرات خطيرة
وفي مُؤشرات خطيرة، حذر عيسى من احتمالية تفاقم الأزمة الإنسانية في غات بعد أن وردتهم معلومات بارتفاع منسوب المياه من المنطقة الجنوبية الغربية وزيادته أيضا من ناحية الوديان التي تقع في الجنوب الغربي لمدينة غات، ما يُنذر بالمزيد من السيول الجارفة.
كما أشار إلى أنهم يتوقعون سقوط المزيد من الأمطار خلال الساعات القادمة، ويتجهز المجلس البلدي في غات لمواجهة أي تطوّر من خلال تجهيز مدارس لاستقبال العائلات النازحة وإيوائها، والتعاون مع الهلال الأحمر الذي يبذل قصارى جهده لمُساعدة الأهالي في غات.
موجة نزوح قاسية
وحول أزمة النزوح التي تشهدها غات، كشف عضو اللجنة أن عدد النازحين يُقارب الـ2000، حيث يضم مركز غات أكثر من 600 نازح، فيما تأوي مدرسة أبي بكر الصديق ما يزيد عن 600 نازح، وتجاوز عدد النازحين الموجودين داخل معهد المهن الشاملة الـ500.
مُساعدات طبية عاجلة
وسارع مركز الطب الميداني والدعم إلى إرسال مُساعدات طبية عاجل إلى بلدية غات، في أول استجابة رسمية لنداءات الاستغاثة التي أطلقتها البلدية.
ولم يكشف المركز عن طبيعة هذه المُساعدات أو عن حجمها حتى الآن، في انتظار استلامها من قبل القطاع الصحي في المدينة.