عينٌ تركيةٌ تستهدف “الهلال النفطي” على حساب “الهدنة”
تقرير 218
حضور تركي مستمر في ليبيا يُهدّد بتقويض وقف إطلاق النار، الذي وصفته مجموعة الأزمات الدولية بـ”الهش”؛ بهبوط طائرتيْ شحن عسكريتيْن تركيتيْن من طراز A400، قادمتيْن من قاعدة في أنقرة، بقاعدتيْ “مصراتة والوطية”، بالتزامن مع تبادل اتهامات بين قوات حكومة “الوفاق” والجيش الوطني بالحشد العسكري.
التدخل التركي في الملف الليبي؛ لا يتوقف، رغم نصّ اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة في جنيف على إيقاف التدخلات العسكرية الأجنبية في ليبيا، حيث أعلنت وزارة الدفاع التركية، الجمعة، أن قواتها قدّمت تدريبات على إطلاق النار بالأسلحة الثقيلة كـ”المدفعية وراجمات الصواريخ ومدفعية الهاون”، لقوات عسكرية تابعة لـ”الوفاق”.
وبررت وزارة الدفاع التركية هذا التصرف بأنه يأتي في إطار اتفاقية التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية المُوقّعة بين البلدين، والتي أثارت ردود فعل محلية وإقليمية ودولية رافضة.
ورأى متابعون للشأن العام أن التدخلات التركية المُتزايدة في ليبيا؛ تهدف إلى دعم قوات “الوفاق”؛ للسيطرة على منطقة “الهلال النفطي”، لتعوّض تركيا، بذلك، خسائرها، وتُخفّف من حدة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها.
على جانب آخر، سلّمت تركيا الإدارة العامة لأمن السواحل بطرابلس زورقيْن مطاطييْن، وقالت إن هذه الخطوة تهدف إلى دعم ليبيا في مكافحة الهجرة غير النظامية.
وأوضحت السفارة التركية في ليبيا أنها قدّمت دورة تخصصية تطبيقية في البحر، مدتها أربعة أيام، لفرق الإدارة العامة لأمن السواحل الليبية، أشرفت عليها قيادة حرس السواحل التابعة لوزارة الداخلية التركية.
خطوات؛ تتخذها تركيا علانية، وتحت أنظار المجتمع الدولي، في تطور من شأنه تعقيد المشهد العسكري والسياسي في ليبيا، دون أن تجد رادعًا يُوقف تدخلاتها المستمرة في الشؤون الليبية.