عيد ميلاد كرة القدم الثامن والخمسين
خاص 218
الثلاثون من أكتوبر سنة ألف وتسعمئة وستين ولدت كرة القدم الفعلية في أحد الأحياء الفقيرة في العاصمة الأرجنتينية بيونس ايريس.
لو أردنا سرد حكاية “دييغو” لاحتجنا ساعات بل أياما وأشهر، فهي رواية صاحبها الإبداع والخيال وفي نفس الوقت كان الجدل مرادفا لها.
منذ بدايات “دييغو” في “ارجنتينوس جونيوز” بات جليا أن الطفل الأعسر قادم ليكتب تاريخ كرة القدم لا محالة، ولولا مدرب “التانغو” في مونديال ثمانية وسبعين، وقراره المفاجئ باستبعاد البيبي “ديورو” من قائمة المونديال لرأينا صاحب السبعة عشر ربيعا يداعب كأس العالم.. وما هي إلا سنة واحدة حتى حقق “دييغو” كأس العالم للشباب في اليابان تسعة وسبعين.
موهبة الساحر الصغير أجبرت نادي الشعب على خطف الموهبة الأبرز في العالم، وما هي إلا بعض السنوات حتى عبرت موهبة “دييغو” المحيطات لتستقر في برشلونة …تجربة لم تكن سيئة لكنها لم تكن بقيمة من روض كرة القدم وجعلها تخضع لمنطقه.
لتكن القفزة الأكبر ويصبح البيبي ديورو أسطورة حية ويغير مارادونا خريطة كرة القدم، ويحول الكالشيو إلى ظاهرة كروية أسبوعية تستحق المشاهدة كلما لعب مارادونا فبضله فريق الجنوب الفقير يتسيد إيطاليا، ويجبر كبارها على الركوع أمام صولاته وجولاته.
في هذه الفترة الذهبية مارادونا يقدم نسخة مونديالية فاخرة غير قابلة للمقارنة، أو حتى التقليد، وليسمي مونديال المكسيك باسم أفضل من داعب الكرة يوما حسب الكثيرين.
وليأتي مونديال التسعين، وكانت دموع دييغو في نهائي الاولمبيكو كانت بداية النهاية، وتبدأ مشاكل تعاطي المخدرات والمنشطات في مرافقة نجم الكوكب فيما تبقى من مشواره.
ليعود دييغو من حيث بدأ في الأرجنيتن وينثر ما تبقى له من سحر على المستطيل الأخضر تاركا إرثا، ومسلما أن دييغو أفضل من الكرة نفسها.