عيار رخيص ورقم صعب
عز الدين الفالح
في العديد من اللحظات ينتابني شعور غريب عن ماهية الحالة التي تمر بها ليبيا من خلال ما تشهده من تحركات سياسية بتوجهات مختلفة بين التيارات المتناحرة والمتحالفة ومن أبرزها تيار الإسلام السياسي الذي لم يوضح لنا خططه وتوجهاته على أرض الواقع فقط هي شعارات رنانة لا تغني ولاتسمن من جوع.
نأتي بعدها إلى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني التي ما تنفك بأن تخرج من ورطة حتى تدخل في أخرى ، ترتيبات أمنية ومالية ووو إلخ..
لم وفي اعتقادي لن تستطيع الخروج من الصندوق الذي تعيش وتعمل به في طريق السكة في العاصمة طرابلس ، أما عن تحالف القوى الوطنية الذي كانت له قاعدة شعبية اكتسحت انتخابات المؤتمر الوطني العام السابق في 7/7/2012 هو أيضاً نهش لحمه ودرت مقاره بل حتى تكتلاته السياسية التي كانت منضوية تحته ورغم كل هذا حسب رأي لم يستطيع تقديم شيء (واقعي).
والرخيص في الأمر عدم مشاهدة ما يحدث بعين ثاقبة وأن كانت تزعم ذلك ، أما عن باقي التكتلات السياسية الأخرى لا يمكن أن أذكرها في الحقيقة طالما كانت ومازالت هي تعمل بشكل متخبط .
أما الغالي والنفيس هو الوطن والشعب الذي يعاني ويلات الحياة والتناحر، أزمات تلي أزمات خطف تهجير نزوح قتل أما عن تلك الحسناء الجميلة ليبيا فقد قيدت أوصالها في مشاريع وطنية لم تلبي أقل حقوقها ويحاول للأسف الكثير من أبناء جلدتنا تمزيقها وبيعها بالجملة .
ولن أكون عاطفي في هذا الإطار أن أستمر الوضع على ما هو عليه فزيارتنا لفزان أو برقة أو طرابلس ستكون بختم على جواز السفر وهو ليس تشاؤما بقدر ما هي مخاوف من ما يمكن أن يكون في المستقبل رغم الدعم الدولي على وحدة ليبيا ونأت لتكون هناك انتخابات، لكن الملامح ليست هي الملامح المطمئنة.
فهل أخسر الرهان وأتمنى ذلك.