عودة جدلية مشاركة العسكريين بالانتخابات
تقرير | 218
تعود جدلية مشاركة العسكريين في الانتخابات من عدمها من جديد إثر تصريحات أطلقتها النائبة “سهام سرقيوة” حين رفضت مشاركة العسكريين في العملية السياسية وجعل مهامهم تقتصر فقط على حماية الصندوق لا وضع الورقة فيه .
وعدّ البعض تصريحات سرقيوة انسجاماً مع الديمقراطية المتبعة في أكثرية الدول، بينما اعتبرها آخرون تعارضاً مع حقوق المواطنة وتنكراً لفضل الجيش ودوره .
وتبرر سرقيوة هذا التوجه بأنه درء لبحر دماء قد يسيل بعد مشاركة العسكريين، لكنها لم تتحدث في المقابل عن مشاركة عشرات الآلاف من أتباع الجماعات المسلحة الذين ساهموا فترة من الفترات في إيصال آمرهم إلى كرسيه المنشود .
وجوبهت تصريحات سرقيوة بالرفض من شريحة قالت إنها مفصولة عن الواقع، لأنه يستحيل قطعاً إبعاد من كان لهم دور مفصلي في محاربة الإرهاب ومكافحة الفوضى عن تقرير مصيرهم، فضلاً عن كون العزل والإقصاء مضاد لمبادئ فبراير التي نادت بالمساواة وعدم التمييز بين شريحة العسكريين وشريحة المعلمين والأطباء تضرب مثالاً. كما أنها تسأل بلغة المحبَط، أو هكذا يكافأ من قدّم روحه تطهيراً للتراب؟
رأيان متعارضان كل منهما يقدم مبررات قائلاً إن منطلقاتها وطنية تحرص على الوحدة والسيادة وتحقيق الاستقرار والسلام، لكن فصل الخطاب في هذه الجدلية سيكون على المشرَّع الذي عليه أن يعالجها علاجاً لا تسقَمُ بعده.