عن دار حسن الفقيه.. “شيّدها الفرنسيون وأغلقها الليبيون”
وصف الكاتب إبراهيم حميدان، إغلاق دار حسن الفقيه حسن للفنون التابعة لجهاز إدارة المدن التاريخية فرع طرابلس، بالخبر المؤسف، وأن إغلاق الدار يعود إلى “حملة التشهير المغرضة.
أما المترجم مأمون الزايدي، فقد طرح تساؤلا حول الحدث بقوله: ماذا “يمكن أن يفيد؟…الكتب الآن متاحة للجميع . والكتاب وإن منع يصوّر وينتشر بملايين النسخ”، واعتبر الزايدي أن قفل الدار “عمل إرهابي”.
وأعرب المركز الليبي للإعلام وحرية التعبير، عن استغرابه وإدانته الشديدة، للإجراءات التعسفية الخطيرة ضد الثقافة وحق حرية التعبير بإغلاق ” دار الفقيه حسن بطرابلس”.
وحذر المركز في بيان له من المساس بحرية التعبير، ومبادئ حقوق الإنسان وتقييد الحريات وتضييق على الكتاب والأدباء.
وطالب المركز الليبي للإعلام وحرية التعبير السلطات التابعة للمجلس الرئاسي أن تتحمل مسوؤلياتها في إعادة فتح الدار ووقف التعدي على المنارات الثقافية وتأمينها.
وتفاعل العديد من النشطاء والمهتمين بالشأن الثقافي في ليبيا، وتضامنوا مع دار الفقيه حسن وروّادها، مطالبين أن يكون القانون هو الفيصل لا الإجراءات الفردية.
ولم تصدر أي جهة مسؤوليتها عن قفل الدار، كما جرى في أزمة ” شمس على نوافذ مغلقة”، لا من حكومة الوفاق ولا من الحكومة المؤقتة.
وكانت دار الفقيه، قد استضافت في الـ4 من شهر يوليو، حفل توقيع كتاب ” شمس على نوافذ مغلقة”، بالتنسيق مع الجمعية الليبية للآداب والفنون، وأغلقت يوم الخميس في الـ31 من شهر أغسطس، والذي صادف يوم عرفة، ولم تكشف أي جهة أمنية في العاصمة طرابلس عن هذا الخبر، الذي كانت بدايته صورة لباب الدار مُقفلة بـ”السلاسل” الحديدية”
ونادت أصوات معارضة لكتاب ” شمس على نوافذ مغلقة” بقفل المراكز الثقافية، بعد أن استضافت دار الزاوية للكتاب، حفل توقيع الكتاب، ووصفه فيما بعد بأنه يخدش الحياء ويهدّد “العادات والتقاليد”.
وقام آخرون بفتح صفحة وهمية باسم الكتاب، ونشروا من خلالها، صورا للذين شاركوا فيه بلُغة “تحريضية”، مُطالبين بـ”القصاص” منهم، ومعاقبتهم على فعل مشاركتهم للكتاب.
وفي مقابل هذا، أطلق عدد من النشطاء هاشتاق ” # ﻻ- لقفل- دار-الفقيه –حسن”، وقالوا إن هذا الفعل لا يرتقي إلى احترام الدار وتاريخها العريق، في نشر المعرفة والثقافة في المجتمع، وأنها تُعتبر بديلا عن غياب المؤسسات الرسمية، ومُتنفسا في زمن الفوضى وانتشار السلاح
وعلى صعيد آخر، حول الكتاب، قال رئيس هيئة الإعلام والثقافة في الحكومة المؤقتة خالد نجم ، إن الوزارة بصدد فتح تحقيق حول الكتاب، وأنها ستقوم بإجراءاتها القانونية، بعيدا عن طريقة الإقصاء، التي مارسها البعض الآخر دون الرجوع إلى القانون.
وافتتحت الدار لأول مرة، في العام 2011 ضمن مشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة طرابلس وتم ترميم وصيانة المبنى وتوظيفه لتكون داراً للفنون.
ولعبت القنصلية الفرنسية دورا بارزا في العلاقات مع ليبيا في عهـد يـوسف القرمانـلي ( 1795 -1832 م ) واستمرت بعدها في تأدية مهامها، ومع بداية الحرب العالمية الثانية قامت فرنسا ببيع المـبنى وانتقلت القنصلية بعدها إلى خارج المدينة القديمة، بحسب ما ذكره موقع جهاز إدارة المُدن التاريخية.