عن تونس وليبيا
سليمان البيوضي
مع تفاقم الاحتجاجات في تونس بشكل مطرد يطل برأسه ما يمكن وصفه العهد الجديد للربيع العربي وهو إطار جديد ومهم في المنطقة أساسه المصالحات الأفقية و تقوية نفوذ الأمن و تطوير الحركة الاجتماعية وترسيخ الشباب والقيم الجديدة.
إن إعادة هيكلة دول الربيع العربي في مشروع أكثر وضوحا هو ما يحدث في تونس وعمليا ودون مواربة هو إسقاط لبقايا إرث حكم الإسلام السياسي الرديكالي المتورط مع الإرهاب ؛ البديل هو الإسلام الأكثر انفتاحا و اعتدالا ؛ إن إرهاصاته على الملف الليبي برزت بشكل علني منذ مدة و ليبيا ماضية فيه و تونس هي بوصلة القادم في ليبيا.
إن تونس تستعد لاستقبال العهد الجديد والذي سيتم فيه صياغة جديدة لآليات بسط القوى الأمنية و توسيع نفوذ سلطتها للعب دور أساسي ؛ بالتوازي مع بلورة القيم الجديدة سياسيا و اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا، وإيقاف مد حركات ما بعد يناير 2011 التي أصبحت – فيما يبدو – من الماضي
اليوم يتم تجهيز تونس للعب دور أكثر وضوحا في الملف الليبي وسأذهب بعيدا، بالقول: سيتم إقفال أحد أهم الأبواب التي تسرب منها بقايا التيار المنحسر، وهو بمثابة إعلان نهاية الفصل الأول من الربيع العربي.
أخيرا من دون أدنى شك إن ما قام به شباب لجنة الوقود و الغاز،عمل وطني من أجل حماية ثروات الشعب الليبي، و إنقاذنا من شبح الجوع، و لكن لا يمكن وضعه ضمن سياقات ما تعيشه تونس حاليا، فلا مطالب المحتجين ولا الهيكلة السياسية التي تقود الحركة الاجتماعية الجديدة في تونس تشير إلى ذلك.