عندما يتحول “الجهاد” لحماية في 5 دقائق
يختفي “عطية الشاعري” لأعوام، ولا تظهر له حتى صورة، ليخرج فجأة على الشاشة، ملقياً ثوب الجهاد، ومعلناً أنها ليست إلا حماية لأهل درنة.
الشاعري الذي يقود ما يعرف باسم “مجلس شورى مجاهدي درنة” استدعى ما اعتبرها إنجازات تنظيمه في مواجهة “داعش”، متناسياً هدنته الطويلة، التي كانت أقرب إلى موالاة، قبل الخلاف على النفوذ، الذي تزامن مع حروب داعش ضد تنظيمات متطرفة في دول أخرى.
في بيانه الذي لم يتجاوز دقائق خمس، صب الشاعري كل ما سمحت به اللغة على القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر، ومصوراً إياه كعدو وحيد ضده ومقاتليه.
قبل أن ينهي خطابه الوجيز، الذي جاء في غرفة مغلقة، بلا معالم، إلا زركشات على الجدار، رمى “الشاعري” في “تقية” بائنة من على كاهله مفردة “المجاهدين”، محولاً مجموعته إلى “قوة حماية”، حدد في وضوح أنها تقف ضد “الجيش الوطني”، ليؤكد أنهم ماضون في حربهم، محولاً إياها إلى دفاع بدلاً عن هجوم، وكأن الحقيقة تغيرها “الخطابات المفاجئة”.