عندما تحدثت جدران ليبيا
لطالما كان التعبير عن الرأي معضلة في ليبيا، فقد يواجه صاحبه سلطة، أو مجموعة مسلحة، وربما شريحة اجتماعية لا يعجبها هذا الرأي، فتستثير غضباً.
فكان البديل لعديد من الشباب ظاهرة أخرى، يستهجنها البعض، ويراها البعض وسيلة للتعبير، ألا وهي الخط على الجدران.
حكومة وحب
المتتبع لما أطلق عليها رواد مواقع التواصل #جداريات_ليبية، سيجد كل شيء يخطر على بال شاب قد كتب على هذه الجدران، بغض النظر عن غياب الفن فيها.
الحب حاضر، الحب الذي لا تعرفه الحكومة بحسب ما يروي “جدار مهدم” في مكان ما من ليبيا.
إملاء غائبة
لكن السياسة كانت صاحبة نصيب الأسد من “حديث الجدران”، بداية من القضايا الدولية، التي خانت الإملاء صاحبها المتضامن بقوة مع فلسطين.
برغم الإملاء التي تغيب قواعدها تماماً عن “حديث الجدران” إلا أن أحدهم أوصل إحساسه بما تمر به البلاد معلناً أنها “تستغيث”.
سلاحك وبس
أما الداخل فقط اختصره جدار آخر بجملة واحدة “على قد سلاحك مد رجليك”، ومن لا سلاح له قد لا يستطيع حتى كتابة جملة على الحائط.
تكنولوجيا
لا يعني أن يكتب أحدهم على جدار، أنه لا يتابع أحدث صيحات التكنولوجيا والسوق الرقمي، فحتى العملة الرقمية الحديثة “بتكوين Bit coin” انطبع اسمها على أحد جدران ليبيا.
كوميديا وطرفة
الطرفة حاضرة في كل الزوايا، فأحدهم واجه من يعيد طلاء الجدار يومياً بعد كتاباته بخطه لعبارة واحدة (دهشت)، معلناً عدم قدرته على مواجهة الطلاء اليومي بعبارات جديدة. أما الآخر فقد بارك “الدهان” بطريقته الخاصة.
مشاعر دفينة
تبدو الكلمات صريحة التعبير عن مشاعر دفينة لا يتحدث عنها أحد إلا لجدار، فهو لا يرد ولا يفشي سراً، تعبر عن هذه المشاعر واحدة من أكثر الصور انتشاراً على مواقع التواصل وهي أن ” هنا بشر بحاجة إلى الحياة”.