عقيلة .. والرئيس المباشر
بات أمرا معروفا أن تُلغى جلسة البرلمان في ليبيا حتى لو كانت ستناقش موضوعا هامًا ومصيريًا في تاريخ الأمة الليبية مثل قانون الاستفتاء على الدستور بسبب عوائق مضحكة ومثير للحزن في الوقت نفسه، مثل عدم اكتمال نصاب النواب، أو بسبب الأعياد والمناسبات والسفر، أو حتى باستعمال أداة “بوعكّوز” الذي يشبه الشخصية المعروفة في الداخل الليبي باسم “خرّاب ميعاد”.
لكن الرئيس عقيلة صالح وعلى غير العادة لوّح بعد فشل هذه الجلسة بعدد من الرسائل التي لا تبدو واضحة كفاية، أمام نظر ومسمع خمسة وعشرين نائبا، تحدث فيها عن مؤامرة داخلية وخارجية تمنع ليبيا من الوصول إلى بر الأمان، وأن سبب هذا الوضع الكارثي في البلاد هو وجود تدخلات خارجية ومصالح شخصية تهدف إلى المزيد من الفوضى.
لكن الرسالة الواضحة كانت تهديده بتفعيل القرار رقم “5” لعام 2014 لانتخاب رئيس مباشر من الشعب إذا لم يكتمل النصاب في اجتماع اللأسبوع المقبل، وبالرغم من أن وعود عقيلة السابقة مهدورة، وتهديداته المتكررة لم ينفذ منها شيء، إلاّ أنه قد يفاجئ الجميع ويتخذ هذا القرار المثير للجدل.
ولكن في الوقت نفسه سيشكل هذا التهديد ورقة ضغط على المقاطعين والممتنعين والمتغيّبين عن جلسات البرلمان، وإجبارهم على الحضور للمشاركة في التصويت على قانون الاستفتاء، الذي يحمي مصالحهم ومصالح أحزابهم وانتماءاتهم، بالرغم من أن أحدا لم يشاهد أي ردود فعل من قِبل النواب على هذه التلويحة المفاجئة.