عقيلة صالح يُحشّد أوروبياً وعربياً لدعم مبادرته
تقرير 218
في الأفق السياسي للأزمة في ليبيا ثمة مبادرة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح الذي أنهى مؤخراً جولة تفاوضية في عدد من العواصم الأوروبية والعربية بحثاً عن تقريب وجهات النظر وإعادة إنعاش المسار السياسي.
وتنقل عقيلة من عواصم أوروبا إلى عواصم المنطقة العربية والتقى عدداً من المسؤولين باحثاً معهم مختنقات الأزمة في ليبيا والتي تعدت كثيراً حتى بات هنالك من يصفها بأنها قد خرجت تماماً من أيدي الليبيين وبات البلد الغارق في الفوضى والظلام والسلاح ورقة تفاوضية وجغرافية لتصفية الحسابات السياسية بين الأقطاب الكبرى المتحكمة في مفاصل القرار السياسي في العالم.
زيارات صالح الأخيرة بدأت من العاصمة الروسية موسكو التي يقول مسؤولوها إنهم داعمون أساسيون لمبادرته السياسية التي تقوم على تغيير المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق وفصل الجسمين عن بعضهما وتقليص مقاعد الرئاسي إلى ثلاثة. وتلت زيارة موسكو لقاءات في جنيف مع المبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني ويليامز ومسؤولين غربيين حيث كان محور النقاش المسار السياسي وتبريد الأجواء العسكرية التي كانت مشحونة جداً.
وبعد جنيف سافر عقيلة إلى روما وكانت لقاءاته في جوهرها وفي شكلها مشابهة تماماً للقاءاته في موسكو وفي جنيف حيث الحديث الدبلوماسي والتأكيد على شرعية مجلس النواب وإنهاء التصعيد المسلح وخروج المرتزقة وتسهيل الحياة على المواطنين.
الجولة الأوروبية التي كانت من الوزن الثقيل سرعان ما تبعتها لقاءات مع مسؤولين عرب، فصالح ربط ما بين المشرق والمغرب حين أقام جسراً تواصلياً بين الرباط وعمان. زيارة المغرب كانت بدعوة من رئيس مجلس النواب وتزامنت مع زيارة رئيس الأعلى للدولة خالد المشري، وزيارة عمان كانت رسمية أيضاً والتقى خلالها رئيس مجلس النواب ووزير الخارجية ومسؤولين في الحكومة الأردنية.
مستشار رئيس مجلس النواب فتحي المريمي كانت له تصريحات صحافية قال فيها إن زيارة صالح إلى الأردن والمغرب جاءت في إطار حشد الدعم العربي لحل الأزمة السياسية.
وتأتي هذه الزيارات بعد أن خبت نار الصدام العسكري مؤقتاً، وهي فرصة برأي مهتمين ومسؤولين من أجل خلق فسحة أمل لمسار تفاوضي سلمي تكون مبادرة صالح أساسه التي تقود نحو معالجة كل الملفات العالقة ابتداء من سحب المرتزقة، مروراً بتفكيك الميليشات، وصولاً إلى إعادة إنتاج النفط بناءً على اتفاق واضح يضمن حق الليبيين في ثروتهم ويحجبها عن الذين كانوا متحكمين فيها.
