عشماوي وذبح الأقباط.. سيناريو “الإنكار” يتكرر
تقرير | 218
بات القبض على الإرهابي المصري هشام عشماوي وتسليمه للسطات المصرية بعد التحقيق معه “حقيقة مثبتة بالصوت والصورة”، لكنها في نظر المناوئين للجيش عبارة عن حبكة درامية ومسرحية لا تصدق.
وقد يكون تبنّي هذا الموقف لخلل في الفهم وربما للمكابرة ورفض التسليم بالحقائق، لأن التسليم بها سيخل بآرائهم ومنطلقاتهم وينسف بعض أفكارهم وتوجهاتهم.
وأثبتت كل الفيديوهات والقيادة العامة والسلطات المصرية أن عشماوي قبض عليه وجرى التحقيق معه وتم تسليمه إلى السلطات المصرية، والكل أجمع إلا من في قلبه خصومة لم يُشفَ منها.
حادثة عشماوي تعود بذاكرة الليبييين إلى 4 سنوات مضت، حين قتل 21 من الأقباط ذبحاً في مشهد مروع على شواطئ سرت، وقتها لم يستسغ الإسلاميّون والفصيل المناوئ للجيش أن يكون داعش قد هيمن على سرت، فسارعوا بكل ما امتلكوا من وسائل إلى إنكار الحادثة ورفضها واعتبارها حلقةً في مسلسل تنتجه المخابرات المصرية والعالمية لإيجاد موطئ قدم في ليبيا، بعدها أماط داعش اللثام، توسع وكبر، حتى كانت فاتورة اقتلاعه من المدينة 700 شخص.
ويعكس إنكار القبض على عشماوي وذبح الأقباط، حالة ممزوجة بين المرض حين يسيطر والأيديولوجيا حين تقود بلا بصر ولا بصيرة، وبين تسييس الوقائع واستثمارها إنكاراً واعترافاً، لكن وفي كل الأحوال تظل هذه العقلية الرافضة لجهد الطرف الآخر في القضاء على الإرهاب دليلاً قاطعاً على اختلاف الأهداف وتنافر التوجهات ما يؤكد مزيداً من الخلاف وتضاؤلاً لفرص التسوية الشاملة.