عبد الجليل: “دعاة فجر ليبيا” أفشلوا الثورة
صدر عن رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق مصطفى عبد الجليل رسالة لخّص فيها الأوضاع في ليبيا قبل 8 أعوام وحالها الآن بعد كل هذه الأعوام.
ودافع عبد الجليل في رسالته التي بعث بنسخ منها إلى وسائل الإعلام والصحافة عن مجلسه المتهم بإفشال ثورة الـ17 من فبراير عام 2011، وعدم تحقق الاستقرار بعدها وبروز الفاسدين ممن امتطوا موجتها بعد أن فتح الباب على مصراعيه لبروز الجماعات المسلحة، مؤكدا أن من أفسد الثورة هم من وصفهم بـ”دعاة فجر ليبيا” بعد أن أشعلوا النيران في مطار طرابلس العالمي وخزانات النفط في العاصمة والزويتينة.
وأشار عبد الجليل إلى أن القذافي نال المصير الذي ارتضاه لنفسه بعد رفضه أن يحذو حذو جيرانه في إشارة إلى الرئيسين السابقين المصري محمد حسني مبارك وزين العابدين بن علي مبينا أن القذافي تنطع كعادته واختار المواجهة والملاحقة.
وأضاف أنه تولى مع زملائه في المجلس الوطني الانتقالي أعباء تمثيل المنادين بالحرية ممن ضحوا بالأرواح والأموال لمواجهة القذافي مشددا على عدم ترك المجلس وأعضائه أي عرض تم تلقيه لإبداء المساعدة لهم من أي شخصية أو دولة أو كيان.
وواصل عبد الجليل توضيحه بالقول إنّ رئيس وأعضاء المجلس الوطني الانتقالي فعلوا ما كان سيفعله أي أحد في مكانهم في ذلك الوقت، مبينا بأن بعض المدن مثل الزاوية وزوارة وما جاورها تم تهجيرها ونزح معظم سكانها إلى تونس وأخرى محاصرة بقوات عسكرية عالية التسليح مثل مصراتة والجبل الغربي فضلا عن رتل مسلح زاحف نحو مدن الشرق أتى على إثره تحرك عالمي لحلف شمال الأطلسي “ناتو” مبني على قرارات إقليمية لحماية المدنيين.
وتحدث عبد الجليل عن محاولة القذافي استخدام الطيران الحربي للإغارة على مدن الثورة وهو ما قاد إلى إفشال هذه المحاولة عن طريق الطيارين الذين هرب البعض منهم إلى مالطا وقفز الآخرون تاركين طائراتهم تتحطم بعد إفراغ حمولتها من أدوات القتل بعيد عن الثوار المتواجدين على الطريق العام.
وتطرق عبد الجليل إلى ما قام به ضباط كتيبة امحمد المقريف الذين رفضوا المواجهة على تخوم العاصمة طرابلس وهو ما قاد إلى تجنيبها الدمار ومنعوا أنفسهم من تحمل إثم دماء كانت ستراق في حينها مؤكدا تموين المجلس الوطني الانتقالي للمدن المحاصرة من قبل قوات القذافي بما توفر من سلاح ومال ومنح النازحين ما تم تأمينه من معونات إنسانية وأموال لمواجهة متطلبات مغادرتهم لديارهم.
وبيّن عبد الجليل بأن رئيس وأعضاء المجلس الانتقالي لم يتقاضوا أي رواتب أو مكافآت أو منح سفر لزياراتهم الكثيرة خارج البلاد مؤكدا أن المجلس لم يرتب على البلاد أي التزامات مستقبلية ونجح في تنظيم الانتخابات ولم يترشحوا لها ولم يعينوا أبناءهم في مؤسسات الدولة.