عبدالحسين عبدالرضا “يُنكّس”قلوب أضحكها 50 عاماً
218TV.net خاص
نجى من أول محاولة اغتيال تعرض لها بسبب عمل فني قلّد فيه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي غزا الكويت لنحو سبعة أشهر، إذ تعرض لإطلاق نار من مسافة قريبة لكن إرتداءه لواقٍ من الرصاص صعّب مهمة اغتياله، قبل أن تتوالى شائعات وفاته بسبب “مرض القلب” إذ كانت أول شائعة في فبراير 2005 حينما دخل في غيبوبة بسبب مضاعفات عملية في القلب لكنه خرج منها، مستمرا في “زرع الابتسامة” التي بدأ برسمها أواسط عقد الستينات، مُطْلقا مسار الابتسامة على شفاه الكويتيين والخليجيين حتى إعلان وفاته في وقت مبكر اليوم السبت.
بعد سلسلة أنباء حول وفاته طيلة السنوات الماضية، فقد أعلِن رسميا في الكويت وفاة الفنان الكويتي عبدالحسين عبدالرضا الذي أضحك الكويتيين والخليجيين والعرب لسنوات طويلة، إذ لا تزال أعماله الفنية ذات اللون الكوميدي تغزو الشاشات الخليجية، مُسجلة مع كل إعادة عرض نسب مشاهدةٍ عالية جدا، ما يجعل منه “ملك الكوميديا” في المنطقة الخليجية، التي أحزنها نبأ رحيله بعد يومين قضاهما في غيبوبة تامة.
الأرشيف الخليجي يزخر بمئات المسلسلات والمسرحيات والتمثيليات التي أدى فيها عبدالحسين عبدالرضا دور البطولة إذ أضحك الخليجيين، وقارب وعالج لخمسة عقود شؤونهم وشجونهم ب”لمسة ساخرة”، فيما لم تخل أعماله من “الاسقاطات السياسية الحادة” التي أزعجت مسؤولين عرب، مستفيدا من مستوى الحريات السياسية المرتفع في الكويت، التي شكلت اشعاعا فنيا في المنطقة الخليجية منذ بداية عقد الستينات، قبل أن تتراجع كمركز فني بعد العام 1990 الذي شهد احتلالاً عسكريا للكويت.
تعتبر مسلسل “درب الزلق”، ومسرحية “على هامان يا فرعون”، إضافة إلى مسرحية “باي باي لندن” أعمالا فنية كوميدية مميزة لم تفارق الشاشات العربية منذ إنتاجها، إذ لا تزال تحظى بمتابعات ضخمة رغم مرور عقود على إنتاجها وبثها للمرة الأولى، فيما شاءت الصدف أن يكون آخر عمل فني له مشاركته في مسلسل “سيلفي” ذائع الصيت خليجياً، إذ ظهر في دور رجل ثري يبحث عن “قلب للبيع”، فيما كانت آخر إطلالة إعلامية له تأديته مشهدا قديما من مسلسل درب الزلق، مُوجها نقداً سياسياً لخلو المحاكم من أسماء مسؤولين فاسدين، وهو ما أضحك أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي كان يفتتح دار الأوبرا الكويتية في شهر ديسمبر الماضي.
ووما زاد من حزن الكويتيين أن آخر جملة له على المسرح قبل بضعة أشهر تحدث فيها بأسلوب كوميدي أثار الحزن عن قرب رحيله عن الدنيا، وهو الأمر الذي دفع “توأمه الفني” الفنان سعد الفرج إلى احتضان عبدالحسين عبدالرضا، والبكاء سوية على خشبة المسرح.