طمـوح دون تخطيـط.. مـاذا نسـتفيد؟
فؤاد الصادق
أيام قليلة تفصلنا عن مشاركة ممثليْ ليبيا في دور المجموعات لبطولة الكونفدرالية الأفريقية، والتي تعدّ تاريخية، بحكم أنه وللمرة الأولى يتواجد فريقان ليبيان في دور المجموعات للبطولة الأفريقية.
لن أخوض في تحضيرات الفريقين وانتداباتهما للاعبين والمدربين وغيرها، ولكن أتمنى أن أجد جوابًا شافيًا لسؤال متكرر يطرح نفسه في كل مشاركة لمنتخباتنا وأنديتنا خارجيًا.. هل هناك هدف معين وضعته إدارة النادييْن من هذه المشاركة؟، أم إنها ستكون عشوائية كسابقاتها؟
بكل تأكيد، الفريقان كلاهما يطمحان لتسجيل مشاركة مشرفة والوصول لأبعد نقطة في البطولة، ولكن الطموح وحده لا يكفي ، الطموح يحتاج قبله إلى تخطيط واستراتيجية عمل ترسمها الإدارة من أجل الوصول لمنصات التتويج مستقبلا ، نحن للأسف لا يوجد لدينا تخطيط، والأدهى من ذلك والأمرّ هو عدم استفادتنا من أخطاء المشاركات السابقة، فهل يعقل أن أنديتنا التي بدأت مشاركاتها في البطولات الأفريقية منذ سبعينيات القرن المنصرم ؛ لم تتوّج بلقب قاري حتى الآن رغم وصولها للأدوار النهائية في أكثر من مناسبة؟ كل ذلك لأننا نعمل بعشوائية ولا نتعلم من أخطائنا السابقة ونعمل على إصلاحها ، فما أن انتهت مشاركة وجاءت أخرى إلا وتناسى الجميع الأولى، وبدأ من الصفر في التحضير للثانية، وهنا يكمن الخطأ الذي دائمًا ما نقع فيه، وأتمنى من إدارات الأندية تداركه حتى يتغير المشهد للأفضل.
هناك من سيقول إن مشكلتنا في عدم الوصول لمنصات التتويج؛ تكمن في عدم وجود بنية تحتية حديثة وإدارة حكيمة، بالإضافة للظروف السياسية والحروب المتتالية التي أربكت سير الحركة الرياضية في البلاد.
سأقول لك، نعم هذه أسباب رئيسة، ولكنها أصبحت واقعًا تعايشنا وتأقلمنا معه، وإذا كانت الأندية تدرك أن الظروف التي تعانيها رياضتنا تقف عائقًا أمام فرقها للوصول لمنصات التتويج؛ فلماذا تصرف أنديتنا في كل مشاركة لها مبالغ طائلة لانتداب لاعبين ومدربين ومعسكرات خارجية وغيرها من التكاليف الباهظة التي أثقلت كاهل الأندية في مشاركتها الخارجية؟
هل يعقل أن تُصرف كل هذه الأموال في مشاركة نعرف أننا لن نستفيد منها بشيء، وهنا يأتي دور التخطيط وتحديد الأهداف الذي غاب ولا زال يغيب عن مسؤولي رياضتنا.. أتمنى من رؤساء أنديتنا أن يتداركوا الموقف ويغيروا من نهج عملهم العشوائي، الذي لن يأتي إلا بالهزائم والخيبات، ويبعدنا عن تحقيق النتائج والإنجازات، وإن حدث وصار الإنجاز فإنه سيُدرج تحت مسمى الطفرة كما حدث في السنوات الماضية، بالتوفيق لممثليْ البلاد، الأهلي طرابلس والاتحاد.