طرح الأحمال.. ندبة في ذاكرة أطفال ليبيا
تشهد المدن الليبية ارتفاعاً في درجات الحرارة مع اقتراب الذروة الصيفية التي تتزامن مع انقطاعات طويلة للتيار الكهربائي، حيث شرعت الشركة العامة للكهرباء في تنفيذ برنامج قاسٍ لطرح الأحمال يتجاوز 10 ساعات لمواجهة النقص في معدلات الإنتاج، وسط وعود بالتخفيف من أعباء الأزمة مع نهاية يونيو الجاري مع بدء دخول وحدات جديدة ترفع معدل التوليد لنحو 7500 ميغاوات.
الأزمة ألقت بظلالها الثقيلة على الطلاب في المؤسسات التعليمية الذين يكابدون ظروفاً استثنائية تجتمع فيها ارتفاع درجات الحرارة مع انقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي يُحوّل الفصول الدراسية غير المجهزة إلى فضاء غير صحي يجهد الطلبة، وهو ما دفع مراقبة تعليم مدينة الكفرة إلى تحديد مواعيد مبكرة لإنهاء العام الدراسي بعد شكاوى أولياء الأمور بشأن تدهور الوضع الصحي لأبنائهم، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، حيث تقرر إنهاء الدراسة للصفوف الابتدائية “الأول والثاني والثالث” يوم 23 من يونيو الجاري، وإطلاق امتحانات صفوف النقل بمرحلة التعليم الأساسي والثانوي في 26 من الشهر الجاري، على أن تنتهي الدراسة في 7 من يوليو القادم.
خيار لجأت له مراقبة التعليم في الكفرة بشكل أحادي وسط تساؤلات عن مدى الالتزام بالخطة الدراسية المعتمدة من الوزارة، والتي ينتهي فيها الفصل الدراسي الثاني لجميع سنوات النقل في الفترة الممتدة من 17 إلى 28 يوليو القادم، بعد عام استثنائي جرى فيه اختصار مدة الدراسة في ثلاثة أيام أسبوعياً، ضمن إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا قبل أن تعود لسياقها الطبيعي في الفصل الدراسي الثاني، وانعكاس ذلك على جودة العملية التعليمية، حيث يستلزم أن يقضي الطالب نحو 28 أسبوعاً لاستكمال مقررات المناهج التربوية.
وتعاني أغلب المدارس التي يبلغ عددها 3296 مدرسة في عموم البلاد، غياب التجهيزات والحلول البديلة لتعويض الانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي، كما يغيب عنها الصيانة والتهيئة الدورية مع اكتظاظ الفصول التي يقصدها أكثر من مليون طالب وطالبة، مما يجعل تجربة التعليم في هذا المناخ شديدة الصعوبة، وهو ما يدفع أولياء الأمور للضغط باتجاه الإنهاء المبكر للعام الدراسي لتلافي الأضرار الصحية التي قد تلحق بأبنائهم.