طرابلس.. علامات متزايدة على استمرار القتال
تقرير | 218
يرى متابعون أن السلام ما يزال بعيدا بليبيا في ظل تواصل الاشتباكات في تخوم طرابلس، وأن الدعوت التي يطلقها المجتمع الدولي ليست مقنعة، لأسباب مختلفة ومتناقضة.
في طرابلس حرب مستعرة محتدمة منذ الرابع من إبريل، التاريخُ الذي حدده الجيش الوطني للدخول إلى طرابلس لإنهاء سطوة المجموعات المسلحة وإرساء مرحلة جديدة، لكن إرساءها يعني بالضرورة انتزاع مرحلة قديمة من جذورها وهو ما سيكون مكلفاً وباهض الثمن والجهد والنفس.
وسط دعوات وقف إطلاق النار تصر حكومة الوفاق على عدم القبول باتفاق غير مشروط، ذلك أن وقف إطلاق النار سيجعل الجيش الوطني باقيا في أماكنه، وهو الأمر المرفوض بتاتاً لأن شرعية الوفاق ستصبح ناقصة غرباً بعد الخسارة السياسية جنوباً مع توسع نفوذ الجيش وسيطرته على أماكن مهمة في جنوب طرابلس فضلاً عن سيطرته على آبار النفط والموانئ ومدن مهمة جنوباَ وشرقاً وغرباً أيضاً.
كما لا يروق وقف إطلاق النار لقائد الجيش الوطني للمشير خليفة حفتر، فهو أعلن من باريس أن ظروفه غير مواتية، وحين تتوفر شروطه التي لم يفصح عنها، سيكون أول المهرولين إليها والدافعين بها من الظلمات إلى النور.
بين هذين التصريحين هناك المبعوث الأممي غسان سلامة الذي أُجهضت خطته في بندها الثاني والتي كان معولِّاً عليها لتحقيق نصر يحسب له وينال الليبيون منه حظاً ونصيباً، سلامة اتهم المجتمع الدولي الذي قال حين جاء إنه سيحيده وسيبعده ما استطاع عن ليبيا.. تلك التصريحات لم تتحقق ودخلت البلاد في نفق مظلم، إما أن يكون مقدمةً لنور سينبجس بعد ظلام كثيف أو سيكون قدراً ملازماً لملايين ملوا من الدم وتاقوا لحظة آمنة وادعة.