طرابلس: دعوات لتشكيل حكومة حرب
انتشرت مؤخرا تسريبات وأخبار متداولة عن ضغط تمارسه التشكيلات المسلحة على المجلس الرئاسي من أجل تشكل حكومة حرب تكون مفصولةً عن المجلس الرئاسي.
ويبدو اليوم وبعد أشهر من العمليات العسكرية أن السيل قد بلغ الزبى وما عاد هنالك صبر لقادة بعض التشكيلات المسلحة الذين تصدروا المشهد مع قادة سياسيين عرفوا بانتماءاتهم الأيديولوجية المتعصبة، حيث برزت نواياهم في الفترة الأخيرة بعد ضغوطات كثيرة مورست على الرئاسي من أجل تغيير بعض الشخوص المتهمين بالوقوف ضمناً في صف الجيش الوطني وعدم استشعارهم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وعدم تحمسهم بقوة لمجابهة التحرك العسكري.
وقد كبرت هذه الدوافع والمنطلقات مع مرور الوقت، حيث صار الحديث اليوم أكثر وضوحاً وتجلياً عن نوايا لتشكيل حكومة حرب مصغرة تكون مفصولة عن المجلس الرئاسي الذي يبدو أنه ينال الرضا من خلال مواقف فائز السراج الواضحة ضد الجيش؛ وهو ما جعله يحظى بالرضا من قِبَل حتى من يراه خائناً ومتواطئاً مع الغرب للدخول إلى طرابلس على ظهر فرقاطة.
وخرج بعد هذه التسريبات والأقاويل منشور عن صفحة تحمل اسم “تجمع ثوار تاجوراء”، يدعو إلى اجتماع لمناقشة فكرة العمل على فصل الحكومة عن المجلس الرئاسي وتغيير لجنة الطوارئ التي تم تشكيلها مع بداية العمليات العسكرية، وتغيير بعض المناصب الحساسة مع ترك الباب موارباً أمام من يريد اقتراح تغيير آخر.
وفي المحصلة لا يبدو أن بعضاً من قادة التشكيلات المسلحة مستعدون للإبقاء على الوضع كما هو عليه، خاصةً مع فقدان حكومة الوفاق لزخمها الدولي وعدم قدرتها بعد أشهر من العمليات العسكرية على حشد الجهود وانتزاع موقف صارم يوقف الجيش الوطني ويمنعه من إكمال مهمته.