طرابلس تغفو على “تسكين الفوضى”.. مؤقتاً
218TV|خاص
غفت العاصمة طرابلس بعد “جولة الدم والرعب” في شوارعها مدّة عشرة أيام، على ما يشبه “اليقين” بأنَّ “الهدوء المُصْطنع” الذي تشهده العاصمة ليس سوى “إعادة تسكين للفوضى” التي يعرف عنها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الكثير، فيما لم تخلُ إحاطة للمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة لمجلس الأمن الدولي منها، وسط آمال للمواطنين بأن “يحمي الله البلاد”، وأن يصمد الاتفاق بين الجماعات المسلحة في العاصمة، وهو اتفاق دونه كثير من “الغموض والتشكيك”.
مشهد الاتفاق بين جماعات مسلحة، بعضها ما تزال مجهولة “التركيبة والهوية والتبعية”، شبّهه ليبيون كثيرون بأنّه ليس سوى محاولة لـ”إعادة تنظيم الفوضى”، أو أقله “إعادة اقتسام وجع الليبيين” إنْ في العاصمة التي يعيش فيها نحو اثنين مليون مواطن، أو في مدن ليبية أخرى، تحت رحمة جماعات مسلحة لا تكتفي بعرقلة قيام “ليبيا المستقبل”، بل لا تُجيد أكثر من “رفع السلاح” ضد خصومها، إذ لا تمضي غالبا أشهرٌ قليلة، دونَ أن تشتبك جماعات مسلحة عبر “تقعميزة جراد”، لا تلبث أن تثير الرعب، وأن تفتك بالأبرياء.
الليبيون يحاولون إظهار الفرح بـ”الاتفاق المفاجئ” بعد “أيام الدم”، لكنّهم باتوا متّفقين على أنّ “هشاشة الاتفاق” تبدو أخطر بكثير من “جولة الرصاص والمدافع” التي اتفق على “تسكينها” أمس، في ظلّ “شروط مفخخة”، لم تبعث الطمأنينة لأيّ ليبي لا في العاصمة، ولا في أي مكان آخر، لكنّ ليبيين يقولون إنّ الاتفاق، ولو لساعة، يبدو “أفضل حالاً” من انهمار الرصاص العشوائي فوق رؤوس الآمنين، الذين أصبح أقصى أحلامهم، العثور على “عاصمة لا فوضى فيها”.