طرابلس آمنة ولكن!
موسى قريفة
-00-
في بداية التئام المجلس الرئاسي بتونس في يناير 2016… ناقش المجلس أن يكون مقرّه خارج طرابلس، حتى لا يكون ضحية لابتزاز التشكيلات المسلحة ونفوذها… ولحين الانتهاء من تطبيق الترتيبات الأمنية، الخاصة بالعاصمة، والواردة في الاتفاق السياسي، وافق المجلس الرئاسي على الفكرة… وكلّف لجنةً بزيارة مدن غدامس ومنطقة الجفرة وجادو، واختيار مدينة مناسبة لتكون مقرّا للمجلس الرئاسي وحكومته، حتى تنفيذ الترتيبات الأمنية بالاتفاق السياسي، وإخراج التشكيلات المسلّحة خارج طرابلس.
-01-
للأسف…تم إجهاض الفكرة، دونَ توضيح الأسباب من مجموعات وشبكات المصالح والنفوذ، والتشكيلات المسلحة التي أحاطت بالسيد رئيس المجلس الرئاسي، والسيد النائب أحمد معيتيق، الذي كان أكثر المتحمسين لدخول طرابلس دون انتظار الترتيبات الأمنية.
-02-
دخل المجلسُ الرئاسي العاصمة، في مشهد غير لائق، في مارس 2016… وأصبح رهينة للجماعات، والشخصيات، والتشكيلات المسلحة… والنتيجة….نعيشها اليوم….وصول المعاناة والغبن والفقر إلى مستوى لا يمكن تصوره…. وحروب واشتباكات تجاوزت في عددها ما شهدته العاصمة منذ 2011 وحتى دخول الرئاسي في 2016 آخرها حرب “جبهة تطهير طرابلس” و”جبهة حماية طرابلس”، التي تدور رحاها في الأحياء الجنوبية من العاصمة، منذ أيام.
-03-
اليوم…أرى أنّه لا بدّ من العودة الى فكرة وجود المجلس الرئاسي، ومجلس النواب، والمؤسسات المالية والاقتصادية، والخدمية السيادية، خارج طربلس، في مدينة واحدة آمنة محايدة، و لفترة زمنية محدودة ومحددة، وحتى يتم التطبيق الشامل والدقيق للترتيبات الأمنية بالاتفاق السياسي، والاتفاق على الإطار التشريعي للانتخابات القادمة، وتحديد موعدها.
-04-
بعد سبع سنوات من التجارب الفاشلة المؤلمة، لا يمكن لأي حكومة، أو جسم تشريعي، أو مؤسسة مالية أو اقتصادية أو خدمية سيادية، أن تعمل كمؤسسة دولة، في عاصمة مقسّمة لمربعات نفوذ، وتشكيلات مسلحة.
طرابلس عاصمة آمنة… بداية ونهاية الحل والمستقبل.
دمتم بخير وسلام…..!@@@!
المصدر: صفحة الكاتب على موقع فيسبوك.