طبيب الصحراء يجوب تادرارت أكاكوس
هل يعرف حكام البلاد كيف يعيش حُرَّاس الهوية الليبية
تقرير|218
تعيش في جبال تادرارت أكاكوس –(أقصى الجنوب الغربي،قرب غات) -عشرات العائلات بشكل شبه معزول، من هنا تحتاج إلى رعاية صحية وغير ذلك من خدمات معدومة تماماً كون المنطقة خارج مخططات المدن وحتى القرى والبلدات.
من هنا يعكف “الخير أحمدو” -وهو ممرض من العوينات- منذ سنوات على معاينة مرضى هذه الأسر ويقدم لهم بعض الأدوية والإسعافات الأولية .
لم يعد سهلاً وصول “الخير” إلى جبال أكاكوس كما في السابق، بسبب غلاء الوقود وتباعد المسافات بين وديان أكاكوس، ما قلل من عدد زياراته لمرضاه .
لاتلتفت الحكومات الليبية للمجوعات الصغيرة التي تعيش في وديان الصحراء ولم يتلقى “الخير” أي دعم سوى من فريق الصحة طرابلس الذي قدم له حقيبة طبية متكاملة حتى يؤدي بها عمله على وجه أمثل.
طبيب عام هو أكثر ما يفتقده سكان تادرارت أكاكوس رغم الخدمات التي يقدمها الخير لهم من قياس الضغط والحرارة ونسبة السكر في الدم ، إلا أنهم يعانون من مشاكل صحية تفوق قدرات الخير أحمدو الذي يواصل مجهوده ريثما يلقى سكان تادرارت اهتماماً خاصاً من المسؤول الليبي الذي على الأرجح لم يسمع قط بهؤلاء السكان الذين بوجودهم في تلك الربوع يشكلون حراساً للهوية الحضارية الوطنية، حيث إقامتهم الراعية جوار كنوز ليبيا في وادي متخندوش وعموم أكاكوس حيث تحتضن الكهوف والسفوح رسومات الليبي القديم ما قبل التاريخ والتي قدرها بعض علماء إلى أكثر من 7 آلاف سنة .