طالبان تواصل السيطرة على عواصم الأقاليم الحدودية
لا تزال عواصم الأقاليم الأفغانية تسقط في يد مقاتلي حركة طالبان، وكان آخرها مدينة تالقان، عاصمة ولاية تخار، شمالي أفغاستان، التي تمكنت الحركة من السيطرة عليها أمس بعد طرد القوات الحكومية منها، لتكون خامس عاصمة تقع بيد الحركة منذ يوم الجمعة.
جاء هذا التطور ليرسم علامات استفهام كبيرة حول مستقبل البلاد في ظل انسحاب القوات الأجنبية منها، وتكثيف طالبان هجماتها.
وقد تكرر السيناريو ذاته في معظم المدن، خاصة في الشمال على حدود أفغانستان مع جاراتها في آسيا الوسطى “تركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان”.
وأفاد مصدر أمني في تالقان بأن القوات انسحبت أمام تقدم المقاتلين المتشددين، إثر فشل الحكومة في إرسال المساعدة، فيما أفاد سكان محليون بأن قوات الأمن والمسؤولين غادروا المدينة في قوافل، وهو المشهد ذاته في ساري بول، بعد أن كانت القوات الحكومية قد تخلت إلى حد كبير عن الريف للمسلحين، لكن يبدو أنها باتت عاجزة حتى عن الحفاظ على المدن الاستراتيجية.
التحذيرات الدولية من تداعيات الأحداث في أفغانستان؛ توالت، فقد دعت السفارة الأمريكية في كابول الحركة إلى وقف إطلاق النار فورا، وكبح هجماتها، وتكريس طاقاتها لعملية السلام، إذا كانت ترغب بالحصول على شرعية دولية.
ورجح سفير واشنطن السابق في كابول، راين كروكر، وقوع حرب أهلية طويلة في البلاد، في ظل سيطرة الحركة على المزيد من المناطق.
وقد لفت السياسي الألماني البارز “نوربرت روتغن” إلى خطورة استيلاء طالبان على الدولة بأكملها، الأمر الذي سيقلص فرص حل سياسي، مناشدا المجتمع الدولي وقف هذا التطور انطلاقا من المسؤولية تجاه أمنه الخاص وتجاه أغلبية المواطنين الأفغان.