طالبان تعد الأفغان بـ”أوهام على طبق من ذهب”
(رويترز) – دعت حركة طالبان الأفغانية ما أسمته بـ”الغزاة الأمريكيين” إلى الرحيل عن أفغانستان ووعدت الأفغان بمستقبل مشرق في ظل الحكم “الإسلامي” قائلة إنها حررت بالفعل “مناطق شاسعة” في البلاد.
وكانت طالبان قد أعلنت بشكل مفاجئ وقفا لإطلاق النار يستمر 3 أيام بمناسبة عطلة عيد الفطر لكنها استثنت منه القوات الأجنبية. وشجبت الحركة قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس مشيرة إلى أنه “يكشف بشكل أكبر عن كراهية المسؤولين الأمريكيين المطلقة للإسلام”.
وقال هيبة الله أخونزاده زعيم حركة طالبان في بيان إن خلاص الأفغان يتمثل في رحيل “القوات الأمريكية وغيرها من قوات الاحتلال” وكرر دعوته لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة.
وقال “إذا كان المسؤولون الأمريكيون يؤمنون حقا بنهاية سلمية للوضع المعقد في أفغانستان فعليهم تمثيل أنفسهم على طاولة المفاوضات”.
وتابع “نعد أيضا أمتنا بمستقبل مشرق يسوده السلام والرخاء بمشيئة الله”.
وتقاتل حركة طالبان قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة في إطار مهمة الدعم الحازم كما تحارب الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في سبيل تطبيق تفسيرها المُتطرف للدين بعد أن أطاحت بها قوات تقودها واشنطن عن الحكم عام 2001.
وقال أخونزاده “لم يكف الأمريكيون عن أي أعمال وحشية وخطيرة في إطار سعيهم لإخضاع أمتنا. يقصفون قرانا ومدننا ومساجدنا ومدارسنا الدينية وغيرها… ويقتلون المدنيين الأبرياء ويشردون قسرا آلاف الأفغان ويعذبونهم في سجون التعذيب التي لا يمكن تخيلها”.
ولم ترد مهمة الدعم الحازم على طلب تعليق.
وحظرت حركة طالبان دور السينما والتلفزيون والموسيقى خلال فترة حكمها التي دامت 5 أعوام قائلة إنها تتنافى مع تعاليم “الإسلام” وأصرت على ارتداء النساء للبرقع. وطبقت عقوبات قاسية على من لا يلتزمون بتفسيرها المُتطرف.
لكن مراقبين يقولون إن الحياة في المناطق تحت حكم طالبان الآن أكثر هدوءا حيث يُسمح بسماع الموسيقى ومشاهدة التلفزيون كما يُسمح للفتيات بالذهاب للمدرسة حتى سن 11 عاما وللنساء بارتداء أزياء أقل تقييدا.
وقال أخونزاده إن طالبان أسست “سلاما مثاليا” في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقال مكتب المفتش العام الخاص بإعمار أفغانستان (سيجار)، وهو جهاز حكومي أمريكي للرقابة، في تقرير صدر في الآونة الأخيرة إن الحكومة تسيطر على مناطق بها نحو 65% من الأفغان وتسيطر أو لها نفوذ في 56.3% من الأحياء وهو ثاني أدنى مستوى منذ عام 2015، أول عام بعد انسحاب معظم القوات الدولية من أفغانستان.