ضغوط إدارة “ترامب” على “الحريري”.. هل تؤّجل ميلاد الحكومة اللبنانية؟
كشفت مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري، أدرك بعد لقاء جمعه بالسفيرة الأمريكية في بيروت، دورثي شيا؛ طبيعة الموقف الأمريكي الصارم حول رفض واشنطن محاولات “حزب الله” اختراق الحكومة القادمة.
وذكرت المصادر أن “شيا” أخبرت “الحريري” إن إدارتها جادة في موقفها حيال منع “حزب الله” من المشاركة في الحياة السياسية اللبنانية، محذرة من أن عقد أي صفقة مع الحزب والسماح بمشاركته في الحكومة المقرر تشكيلها سيجعل “الحريري” شخصيًا تحت طائلة العقوبات الأمريكية.
وقالت “شيا” إن تسمية “حزب الله” لوزراء بصيغ مستقلة أو تكنوقراط، كما فعل سابقًا بتسمية وزراء غير حزبيين “جميل جبق وحمد حسن وعماد حب الله”، حتى لو كان هذا التمثيل مغلفًا بجنسية أمريكية للوزراء المحتملين كتجربة حكومة حسان دياب، فإن ذلك يجعل “الحريري” هدفًا مباشرًا للعقوبات الأمريكية.
ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه لبنان مزيدًا من التعقيدات، قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لاسيما على صعيد التفاهمات بين الإدارتين الأمريكية والفرنسية.
من ناحيته، تواصل “الحريري” مع الخلية الرئاسية الفرنسية المكلفة بالملف اللبناني، التي يترأسها مستشار الرئيس الفرنسي إيمناويل ماكرون لشؤون الشرق الأوسط، باتريك دوريل.
وأبلغ “الحريري”، “دوريل” بشأن ما سمعه من الجانب الأمريكي حول العقوبات والحكومة و”حزب الله”، وأن الخيارات ليست واسعة، لاسيما مع إقبال الدولة اللبنانية على أزمة اقتصادية ضخمة وانهيار متسارع.
ونصح “دوريل” “الحريري” بالتريث، والاحتفاظ بورقة تكليفه، وأكد أن باريس سارعت إلى الاتصال بإدارة فريق الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، وأن الفريق أكد للقصر الرئاسي الفرنسي قبوله بالمبادرة الفرنسية في لبنان، على اعتبار أنها تعالج الشق الأساسي للإصلاحات المتفق عليها بين دول المجموعة الدولية لمساعدة لبنان بيروت.