“ضباب سياسي” يحجب صورة الأوضاع في فنزويلا
218TV|خاص
انطوى ليل العاصمة الفنزويلية كاراكاس أمس الأربعاء في ظل “ضباب سياسي كثيف” لم ينقشع حتى ساعات الصباح الأولى اليوم الخميس، لتحديد الرؤية والموقف بدقة بعد الإعلان المثير للجدل من جانب رئيس الجمعية الوطنية “البرلمان” خوان غوايدو إحلال نفسه مكان الرئيس نيكولاس مادورو الذي أدى قبل أيام اليمين الدستورية رئيسا للبلاد في ولاية هي الثانية له منذ رحيل الرئيس السابق هوغوتشافيز، الذي قدّم مادورو قبل سنوات من رحيله خليفة له، وهو ما أثار امتعاضا كبيرا وقتذاك في الداخل الفنزويلي، بسبب مخاوف من استمرار “الحقبة الشافيزية” حتى بعد رحيل تشافيز.
وانتظر العالم حتى وقت متأخر من فجر اليوم الخميس حصول تطورات سياسية وعسكرية في فنزويلا بعد خطوة غوايدو، ومسارعة الولايات المتحدة الأميركية إلى الاعتراف بخطوته بتعيين نفسه رئيسا انتقاليا لفنزويلا، ورد مادورو بإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، وطرد دبلوماسيين أميركيين من كاراكاس في ظل مهلة لم تتجاوز الساعات الثماني والأربعين، علما أن واشنطن لم تكن الدولة الوحيدة التي أيّدت خطوة غوايدو، بل إن منظمة الدول الأميركية التي تضم الدول في القارتين أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية، باستثناء فنزويلا وبوليفيا قد أيّدت خطوة رئيس البرلمان.
ولا يزال موقف الضباط الكبار في المؤسسة العسكرية ضبابيا إلى حد كبير، في وقت يُعْتقد أنهم سيقررون في وقت لاحق موقفهم الواضح من الأزمة السياسية والدستورية المعقدة في البلاد، في ظل تلميحات أميركية قوية بالتدخل في حال قرر مادورو قمع متظاهرين ضده، إذ فُهِمَت التحذيرات الأميركية بأنها موجهة إلى الجيش الفنزويلي الذي يدين جزء كبير من قادته الكبار بالولاء والطاعة لمادورو الذي لم يُطل إعلاميا حتى لحظة كتابة هذا التقرير.