صوت السلاح يُدير أزمة الكهرباء في ليبيا
تقرير 218
مع أول عيد الأضحى المبارك وفي عز مشاعر التسامح، حدث اعتداء على الشركة العامة للكهرباء التي ما تزال تبحث عن استقلالية القرار والبيئة الملائمة للعمل لأكثر من 9 سنوات.
الإدارة العامة للتحكم التابعة للشركة العامة للكهرباء أفادت مساء الجمعة بدخول مسلحين إلى محطة شرق طرابلس وإجبار المناوبين على إرجاع الخطوط المطروحة يدوياً وفقاً لبرنامج طرح الأحمال، وكذلك إجبار المناوبين على مغادرة المحطة، قبل أن تدرج منشوراً آخر تفيد فيه بأنه تمت إعادة تشغيل طرح الأحمال اليدوي لمحطة شرق طرابلس ورجوع المناوبين لممارسة عملهم بالمحطة بفضل القوة المشتركة.
هذه الاعتداءات ليست جديدة، فقد سبق وأن شكت الشركة من الاعتداءات على مهندسيها وعمالها وسرقة محتوياتها والعبث بمنشآتها، وهي تعزو ضعف الشبكة وكثرة ساعات طرح الأحمال لهذه الأسباب، فضلاً عن رفض مناطق كاملة بقوة السلاح الدخول في برنامج طرح الأحمال.
اعتداء أول أيام عيد الأضحى المبارك يؤكد من جديد أن أزمة الكهرباء بالدرجة الأولى هي أزمة أمنية، فطالما كان السلاح منتشراً والتشكيلات المسلحة موجودة وقادرة على فرض ما تريد، فإن تعافي الشبكة واستقلال الشركة هو محال المحال، بل إنه يفتح الباب أمام استقواء المسؤولين داخل الشركة بالمسلحين لفرض أنفسهم وقراراتهم، وهنا قد تعود الشركة إلى المربع الأول الذي خرجت منه قبل أسبوعين بعد تشكيل مجلس إدارة جديد وإبعاد من كان يستقوي بالسلاح والمسلحين.