صوت أميركي لـ”USL”: علاقة لـ”الوفاق” بمتطرفين.. والحل بحاكم قوي
أبدى د. دافيد غارنيستاين ـ روس، كبير الباحثين في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية في واشنطن، والخبير في شؤون المليشيات المسلحة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، خشيته من أن تضم حكومة الوفاق الآن عناصر “متطرفة” في صفوفها، مؤكدا أن هذه المسألة تُقلق الدول الغربية.
وقال غارنيستاين، لبرنامج “USL”، على قناة “218”، إن السجلات تبيّنُ أنّ لِبعض أعضاء حكومة الوفاق ارتباطات سابقة بجماعات أكثر تشددا مثل القاعدة وما شابهها، وهناك شكوك من مراقبين من الخارج أنهم لازالوا يحافظون على هذه الارتباطات.
وأكد أن لدى أفريقيا مشكلة حوكمة.. ولهذا فحدودها ضعيفة، ما يسهّل حركة الجماعات المتشددة، ويُصعّب على الدول عمليا السيطرة عليها، مبينا أنه غالبا ما يكون هناك صلاتٌ أكثر بين الجماعات المتشددة مما تعترف به في العلن، مشيرا إلى أنه إذا كان هناك رهان على أي بلد يحاول فيه الإرهابيون إقامة “دولة خلافة” سأضعُ ليبيا على رأس القائمة. لكنه نوه إلى أنه سيكون من الصعب على داعش في ليبيا إعادة التجمع بشكل كامل كما كان في العراق وسوريا.
ورأى دافيد غارنيستاين أن القوى المتطرفة في ليبيا يمكن أن تساعد نظيرتها في تونس. والهجوم على متحف باردو، ومذبحة شاطئ سوسة.. لهما صلة بصبراتة في ليبيا، وفق تعبيره.
وتابع “في ليبيا انتهى الأمر بالمليشيات لأن تسيطر على المدن وهذا يصعّب بناء أية دولة ديموقراطية كانت أو دكتاتورية، لكن بإمكان حاكم قوي أن يقود البلاد بشكل أفضل، فغالبا عند انهيار الدول ينتهي الأمر بأن يكون لديك زعيمٌ قوي يقود البلاد أثناء فترة الأزمة”.
وتوقع دافيد غارنيستاين أنه قد نرى في ليبيا ظهور مدنٍ على شكل دولٍ لبعض الوقت، وأحدُ الحلولِ هو تطهيرُ المدن التي يسيطر عليها المتطرفون.. وعندها يمكن السعى إلى عمليةٍ انتقالية سواءً بتنظيم انتخاباتٍ.. أو الاصطفاف وراء زعيم ما.
وبشأن جهود المجتمع الدولي لحل أزمة ليبيا، قال كبير الباحثين في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية في واشنطن، “لا أعتقد أن المجتمع الدولي لديه الفهم الكافي بالطبيعة الليبية، إحدى المشاكل هي أن الليبيين لا يتفقون على معنى أن تكون ليبيّاً. لا أعتقد أن المجتمع الدولي يمكن أن يساعد الليبيين في فهم ليبيتهم بطريقة فعّالة”.
وقال غارنيستاين إنه رغم نوايا الأمم المتحدة الطيبة لليبيا، فلم يُطبق منها الكثير، فكافة الخططِ التي وضعتها والاتحاد الأوروبي كانت لكسب الوقت، والتقليل من حالة الصراع، ومن غير الواضح أن تلعبَ الولاياتُ المتحدة دورا كبيرا في ليبيا.
وعن الدور الأميركي في ليبيا، أبدى غارنيستاين عدم اقتناعه بأن وضع ليبيا الآن يستحقُّ تقديم المساعدات الأميركية لها، لكن إن كان للولايات المتحدة دور لن يكون قياديا.
وبشأن خطة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، أكد غارنيستاين “تبدو جيدة نظريا وتبدو جذابة فلسفياً.. لكنها محمّلة بعيوب كثيرة.. وتحديدا مسألة إجراء الانتخابات، فليس واضحا كيف يمكن لشخص أن يصوّت في درنة.. أو كيف ستُحصى أصواتهم؟ وهناك مناطقٌ في البلاد ستكون خطرة على مراقبي الانتخابات، الانتخابات والديموقراطية لم تحلّ مشاكل العراق، وليس من الواضح لدي أننا نملك حقائق على الأرض تسمح بانتخاباتٍ نثقُ في صحتها”.
وأشار إلى أن كل أزمات البلاد يبدو أنها ستبقى على حالها، كما مع آخر انتخابات وتسببت في الانقسام الحاصل الآن.