صمت دولي حيال مبادرة حفتر
بعد أن طرح القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر خطته للمرحلة القادمة بعد انتهاء الصراع في طرابلس لم تقابل بتعليق من أطراف دولية ضالعة في الملف الليبي على عكس ما يصدر عنهم دائماً.
جرت العادة أن كل مبادرة أو رؤية أو خارطة طريق تطرح من شخصية بارزة في المشهد أو طرف أصيل، أن تلقى ردةَ فعل محلية من أطراف داخلية سياسية وغير سياسية ، وكذلك من أطراف إقليمية أو دولية لاعبة بشكل رئيسي في ليبيا منذ سنوات، ومنذ احتدام الصراع السياسي وازدياد حدة الاستقطاب، وتقلص المساحات الرمادية .
ما أثار الانتباه منذ يومين وإلى الآن كان عدم بروز مواقف من أطراف إقليمية وغربية بعد الرؤية التي طرحها المشير خليفة حفتر لمرحلة ما بعد طرابلس، وحديثه عن إبعاد الأجسام التي نتجت عن اتفاق الصخيرات، وكذلك معالجة وضعية الدستور، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضع الأرضية المناسبة للمرحلة الدائمة، وحديثه كذلك عن ضرورة عودة المسار الديموقراطي واعتبار الشعب مصدر السلطات .
هذا الطرح الذي قدمه المشير حفتر في مقابلته الصحفية الأخيرة لاقى صدى واسعاً محلياً وهو المتوقع والمعهود من شخصية بارزة، لكنه لم يلقَ صدى في الأوساط الدولية التي لطالما تغنت بنغمة الديموقراطية وعدم عسكرة الدولة وأن تكون السلطة المدنية المنتخبة في رأس الهرم .
صمت دولي قد يكون مرده عدم الاهتمام بما صدر، وقد يكون بسبب عدم تلاوته شخصياً من قبل المشير بالصوت والصورة، ولكنه قد يحمل في طياته حرجاً من الطرح الذي فاجأ الكثير داخلياً وأثار استغرابهم وأصابهم بالصمم والشلل التام حتى عدوه من قبيل الإملاءات من الخارج وليس نابعاً من بنات أفكار حفتر نفسه .
رؤية حفتر ليست كمبادرة السراج، فهي أبعد بذراع، وأكثر شمولية، وتتحدث بوضوح عن مرحلة دائمة، والأهم من ذلك أن حفتر بدا واثقاً من أن مرحلة ما بعد طرابلس قادمة لا محالة وأن الوصول إليها ليس سوى مسألة وقت .