218TV|خاص
بعد عامين من “المدّ الصيني” صوب قارة أفريقيا، والتي ظلت خلال العقود الماضية “حقلا لتجارب سياسية واقتصادية” للولايات المتحدة الأميركية، وبعض الدول الأوروبية في مقدمتها فرنسا، والتي أحرزت أهدافا ناعمة في القارة السمراء، يبدو أن العديد من دول القارة الأفريقية ستكون موضوعة على “الرادار الأميركي” الذي ظل يرصد منذ أشهر “نشاطا صينيا محموما”، بدأ بـ”إغراءات للتنين الصيني” بإسقاط ديونها المترتبة على عدة دول أفريقية، فيما تحاول أميركا “تقطيعاً ناعماً” لـ”أذرع التنين” في أفريقيا التي تمتلك فيها أميركا أكبر قوة عسكرية أميركية، تُعْرف باسم “أفريكوم”، وهي قوة لديها “قدرات تدخل سريع وعالٍ”، برا وبحرا وجوا، ما يعطيها “ميزة أفضلية” على الصين، في حرب تجارية خارج حدودهما يُقال إنها بدأت.
الحرب التجارية أطلقتها أميركا عبر “رسوم وضرائب” على الواردات الصينية، وردت بكين بعقوبات مماثلة، الأمر الذي هيّأ المسرح الدولي لـ”اشتباكات تجارية أخطر”، فيما ينعكس هذا الصراع على الاقتصاد العالمي الذي تباطأ نموه إلى مستويات حرجة مع نهاية العام الماضي، فيما بدأت واشنطن وبكين بتطوير اهتمام بالاستثمار في دول أفريقية، لكن ما يلفت الانتباه إلى أن “الضخ الملياري” المتوقع من جانب أميركا والصين للاستثمار في أفريقيا لا تظهر ليبيا أبدا على أجندته، في ظل عزوف دول عدة عن الاهتمام بليبيا أو بحث فرص استثمارية في مدنها، بسبب الفوضى الأمنية في أماكن عدة من ليبيا.
كيانات اقتصادية عالمية فحصت خلال الأعوام القليلة الماضية “وعود وتعهدات ساسة ليبيين” بشأن جدوى الاستثمار في ليبيا، لكن “رأس المال” الذي يبحث عادة عن “الأمن والأمان” كـ”أهم شرط للاستثمار”، قرر ألا يطرق باب ليبيا والليبيين خلال المرحلة المقبلة بسبب غياب توافق سياسي، وعدم وجود أرضية سياسية أو قانونية أو استثمارية يمكن عبرها حماية استثمارات دولية قد تُقرّر القدوم إلى ليبيا.
مجالات الاستثمار في دولة مثل ليبيا لا يمكن حصرها، فهي تمتلك ساحلا يصل طوله إلى 1700 كيلومترا مقابل السواحل الأوروبية، كما تمتلك ثروة نفطية يسيل لها لعاب شركات الطاقة حول العالم، عدا عن امتلاكها جغرافيا طاقتي الرياح والشمس في صحراء طويلة ومتمددة، لكن الفوضى السياسية والأمنية، و”الغزوات” التي تُنفّذها جماعات مسلحة للعاصمة لا تمنح الأمل بأن تكون ليبيا هدفا لاستثمارات مليارية بدأت تأخذ طريقها إلى دول أخرى في القارة السمراء.