صحيفة كندية: فضيحة رئيس الوزراء مرتبطة بليبيا
تناولت صحيفة “فرونت بايج” الكندية القضية التي أثيرت منذ أيام حول علاقة رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، بفضيحة مالية متعلقة بشركة كندية ضخمة كانت تعمل في ليبيا، وأدت حتى الآن إلى استقالة وزيرة العدل جودي ويلسون.
يقول تقرير الصحيفة إن الشرطة الكندية وجهت رسميا اتهامات بالفساد والتزوير ضد شركة SNC-Lavalin “لافلين” للهندسة في مونتريال، على خلفية أعمال جنائية مزعومة وقعت أثناء تنفيذ تلك الشركة لأعمال تجارية في ليبيا. وأن القضية مرتبطة في النهاية بجاستين ترودو ومكتب رئيس الوزراء.
وتعمل شركة لافلين في مجموعة متنوعة من القطاعات على مستوى العالم، بما في ذلك التعدين والنفط والغاز، وتشمل دعوى الاحتيال والفساد المقامة ضدها دفع مبلغ 48 مليون دولار كرشاو إلى مسؤولين حكوميين ليبيين بين 2001 و 2011.
تتمحور القضية حول عضوة البرلمان الليبرالي جودي ويلسون-رايبولد، التي شغلت منصب وزيرة العدل في كندا في الفترة من 2015 حتى يناير 2019. والتي استقالت فجأة قبل عدة أيام في أعقاب تقرير صحيفة “غلوب أند ميل” Globe and Mail ، الذي زعم أن مكتب رئيس الوزراء حاول الضغط” عليها للتدخل في قضية الاحتيال من خلال دورها كمدعية عامة، من أجل تجنيب الشركة الهندسية العملاقة – المقاضاة الجنائية.
والآن ، ستنظر لجنة العدالة في مجلس العموم في ما إذا كانت الوزيرة المستقيلة قد تعرضت لأي نوع من الضغط من ترودو أو مكتبه. وفي هذه الأثناء، استقال سكرتير ترودو الرئيسي جيرالد بوتس فجأة. وهو صديق ترودو منذ فترة طويلة، ومحل ثقته، ويمكن أيضا توجيه تهم جنائية ضد أعضاء مكتب رئيس الوزراء لعرقلة سير العدالة، إذا ثبت تدخله.
هناك تطور آخر في القضية الجنائية والتورط المزعوم من قبل جاستين ترودو في ليبيا. فبين عامي 2001 و 2011 ، أسس أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة لافلين علاقات وثيقة مع الساعدي القذافي، وزعمت تحقيقات الشرطة الكندية أن الساعدي القذافي، “كان في موقع القوة وقادر على منح ميزة تجارية لشركة – Lavalin في ليبيا” ، وأنه كان متلقيا رئيسيا لسخاء الشركة عن طريق رشاوى بقيمة 47.7 مليون دولار إلى واحد أو عدة مسؤولين عامين في “الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى”
في غضون ذلك، زعم أن الشركة – مارست الاحتيال على جهات ليبية عامة بـ “ما يقرب من 129.8 مليون دولار”. وقد تم توجيه اتهامات من قبل الشرطة الكندية ضد سامي بيباوي المدير التنفيذي لشركة لابلين، ونائب الرئيس التنفيذي السابق للشركة، رياض بن عيسى، الذي أقر بأنه مذنب بتهم الفساد. وغسل الأموال المتعلقة بعملية شركة لافلين في ليبيا. ومنذ ذلك الحين تم تسليم عيسى إلى كندا.
وقد زعم أيضا أن الشركة “دفعت ثمن الرحلات الباذخة وأمور أخرى لأقارب معمر القذافي، بل وحتى بعض الرواتب لهم لضمان حصولهم على عقود مربحة”.
ويشير التقرير إلى أن الساعدي القذافي متهم بجرائم شخصية بغيضة أخرى. ورغم أنه تمت تبرئته العام الماضي بقتل بشير الرياني، لاعب كرة القدم السابق ومدرب نادي الاتحاد الليبي في طرابلس. لكن عائلة الرياني تنوي استئناف الحكم.
كما يقدم تقرير الصحيفة بعض الخلفية حول النظام الليبي الذي تعاملت معه شركة لابلين الكندية: وتقول إن النظام كان معروفا “بانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان” ، ومؤيدا للإرهاب الجهادي “.
وبالتالي ليست الحكومة الكندية مشاركة في عرقلة العدالة فقط، ولكن أيضا في محاولة تغطية صلات شركة لافلين مع نظام القذافي ذي السمعة السيئة، حسب التقرير.