صحافيو “مستقبل ليبيا”.. “فقر” التدريب والفرص
218TV| خاص
يُقال إن الصحفيين حول العالم هم “الشهود الحقيقيون” على ما يقع عن أحداث، إذ بعيدا عن “واقع الانحياز” لمؤسسات إعلامية من هنا أو هناك، تظل الصحافة “عين المواطن”، وغالبا صوته حين يفقد القدرة على الكلام في مناطق النزاعات والأهوال، لكن الصحافة في ليبيا “المُغيّبة قسراً” أيام نظام العقيد معمر القذافي، و”المُعطّلة” – راهنا- بسبب الانقسام السياسي في ليبيا، و”ضياع البوصلة” للعديد من المؤسسات الإعلامية، و”عدم استعدادها” للتعاطي مع مرحلة “ما بعد فبراير” كلها عوامل تجعل السؤال: “هل هناك صحافة خاصة بمستقبل ليبيا؟”. سؤالا بديهياً.
المؤسسات الإعلامية الليبية العاملة في الداخل الليبي – على نُدْرتها- لا تملك “هامش الحركة” الضروري لنجاح أي مؤسسة إعلامية، كما أن “الانقسام السياسي” طال حتى توجهات الصحفيين والمُحرّرين الليبيين، وهو ما يجعل مهمة البحث عن “فريق مُتجانِس” مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة، عدا عن الصراعات الداخلية في مدن ليبية عدة، إذ تعتبر “القصة الصحفية” غالبا من مناطق الصراع “مُثيرة ومُغْضِبة” لأطراف ترى فيها نِتاج “استقطاب وتآمر وانحياز”، إذ أن “الصحافة المستقلة والحرة” –إلا من ضمير الصحفي- لا يبدو أنها مقبولة في الداخل الليبي، بعد عقود طويلة لم يسمح فيها نظام العقيد لليبيين بالاطلاع على غير “النشرات الخضراء”، التي كانت تصدر تحت مسمى “صحف يومية”.
الجيل الجديد من الشباب الليبي الذي يُراهَن عليه في قيامة “الصحافة في ليبيا” مُسْتقبلا أدمن مهمة “المُراسل المُواطِن” التي باتت تتيحها له مجانا منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا منصة “الجنرال الأزرق” –موقع فيسبوك- الذي بات يُنْظَر إليه بأنه “الصحيقة رقم واحد” في ليبيا، لكن هذا الإدمان –بحسب خبراء- لا يمكن أن يصنع “صحافة حقيقية” على “أسس احترافية”، إذ تغيب الرواية الصحفية التي يمكن أن “تُساءَل أو تُعاقَب” عليها صحيفة، مثلما لا يستند “المراسل المواطن” إلى أي أسس أو معايير في “بناء مُتدرّج” لـ “قصة إخبارية” مُعزّزة بـ”أرقام وتصريحات رسمية”.
تقول أوساط مُهتمة في ليبيا: هذا ليس ذنب “المُراسل المواطن”، لكنه يُعْزى إلى فقر مُدقع في الفرص والتدريب الذي تُقدمه مؤسسات إعلامية ليبية داخل أو خارج ليبيا، فالمواطن الذي يتابع ويُصوّر وينشر “الأحداث الليبية” من “مكان الحدث” هو مشروع صحافي محترف، لكنه يحتاج إلى “تأطير وقوننة” ليصبح أكثر إبداعا بما يجعل منه “مشروع فرصة” لمؤسسات صحفية على نطاق دولي.
الصحافي أو المُحرر الليبي حالياً ليس مطمعاً لمؤسسات إعلامية غير ليبية، رغم وجود “أسماء لامعة وخبيرة” في الشأن الإعلامي، لكن نظرة المؤسسات الدولية إلى الإعلام الليبي أنه لم يُنْتِج “مُحْترِفين” بسبب عدم وجود مؤسسات إعلامية إبان عهد العقيد مارست عملا صحفيا حقيقيا، كما لم يهتم النظام السابق بأن يكون في ليبيا “صحافيون محترفون”، علما أن أجواء الأزمة السياسية، وعدم موثوقية وثائق السفر الليبية هي عوامل مُعطّلة أيضا لإدارة النظر إلى الصحافي الليبي، والسعي لاستقدامه من قبل مؤسسات غير ليبية.