“شيفرة بلال”.. كيف غيّر رجل عاش منذ ألف عام حياة صبي؟
البعض يقول إن الزمان لا يعود للوراء وأنه “خطي”، وما مضي لن يعود، ويرى آخرون أنه دائري يعيد نفسه، ولكن الروائي العراقي أحمد خيري العمري، أثبت في “شيفرة بلال” أنه حتى وإن لم يعد الزمان للوراء فإن أصداءه قد تغيرنا.
عبر رواية تستحق وقتك ودموعك، يسرد لنا “العمري” قصة الطفل “بلال” ذو الـ14 عامًا، والذي يعيش في أمريكا، من أب عربي يدعى “سعيد” وأم أمريكية إفريقية تُدعى “لاتيشا”، تركها زوجها وعاد لبلاده، لتعيش وحدها مع طفلها الصغير الذي يعاني من التنمر والعنصرية في المدرسة، فضلا عن معاناته مع مرض السرطان القاتل الذي لم يجد الأطباء له علاجًا.
وذات يوم وبالصدفة رأى “بلال” إعلان عن فيلم تدور أحداثه حول شخصية “بلال الحبشي”، وأثار الطفل الفضول حول معرفة القصة وراء اسمه إذ كان اسم “بلال” هو الشيء الوحيد الذي تركه له والده قبل رحيله، وعلم “بلال” أن الفيلم لن يتم إصداره إلا بعد موته فقرر مراسلة “أمجد حلواني” كاتب سيناريو الفيلم، وطلب منه إطلاعه على قصة الفيلم، لتبدأ رحلة الرجل الذي عاش من ألف عام في تغيير حياة الصبي الصغير الذي يعيش في عصرنا الحالي.
عبر صفحات الرواية الشيقة لا تستطيع منع نفسك من التفكير في حقائق تعيش معها طوال حياتك، ولا تلتفت إليها لأنك في غمرة الحياة لا ترى نفسك ولا تجد الوقت لتسبر غورها، وسترى الله بشكل أجمل مع الرسائل التي يرسلها إليه وعنه الصبي الصغير “بلال”، وستقترب من معاني أخرى مثل الموت والإلحاد والعنصرية والفراق والفقد، ستعيشها بين دفتي الكتاب الذي كان غلافه رائع التصميم يدمج بين متخيل وواقع، وحاضر وماضي.
يذكر أن أحمد خيري العمري، هو كاتب وطبيب أسنان عراقي، من مواليد بغداد 1970، ينتمي إلى الأسرة العمرية في الموصل التي يعود نسبها إلى الخليفة عمر بن الخطاب، ووالده هو مؤرخ وقاض عراقي معروف يدعى خيري العمري، واختير عام 2010 ليكون الشخصية الفكرية التي تكرمها دار الفكر في تقليدها السنوي..