شلقم: القذافي دعم الخميني لحساسيّته من صدام.. وهذه “أسرار” زياراتنا إلى إيران
قال المندوب الأسبق لليبيا في الأمم المتحدة، عبدالرحمن شلقم، إن صدام حسين كان خائفا من أن تُصدّر الثورة الإيرانية إلى العراق، باعتباره موقع مهم للشيعة، في إناء الطائفية، وأن الخميني كان لديه مشروع عابر للحدود، ولديه مجال حيوي.
ويأتي حديث شلقم خلال تغطية لقناة RT بمناسبة مرور 40 عاما على نهاية الحرب الإيرانية العراقية، التي يصادف ذكراها الثامن من أغسطس، وأوضح خلاله أن الصراع بين صدام وبين الخميني، له جذور قديمة، منذ مئات السنين.
وعن صدام حسين، أوضح عبدالرحمن شلقم، أن ما يقوله صدام إن العراق البوابة الشرقية للوطن للعربي، صحيح جغرافيًا، لكنه كسر هذه البوابة.
وكشف شلقم عن حديثه حول اللجنة الليبية الإيرانية المشتركة، أن ليبيا كانت تدعم الخميني من فترة بقائه في باريس قبل “الثورة الإيرانية”، بدعم مالي وكان الراحل أحمد الشحاتي مسؤول الخارجية يلتقي بالخميني في فرنسا، و”ثورة الفاتح” كانت في مرحلة عداء مع مرحلة الشاه وتعتبره موال للإمبريالية.
وأضاف: “حين جاء الخميني منتصرا إلى إيران، كان من أوائل الذين قاموا بزيارته الرائد عبدالسلام جلود، ثم أنا حين كنت وزيرا للإعلام، ومن الطرف الإيراني كان عبدالمجيد معادي خاه وزير الإعلام”، موضحا أنه قد زار إيران عدة مرات، مرة واحدة مع عبدالسلام جلود، وأربع أو خمس مرات بمفرده، وقابل رفسنجاني وحسين موسوي، والكثير من الرموز الإيرانية.
وعن العقلية الإيرانية، أشار المندوب الأسبق لليبيا في الأمم المتحدة، إلى أن هذه اللقاءات كانت في بداية الثمانينيات، حين كان الحماس بأنهم سيكونون حلفاء ضد كامب ديفيد وإسرائيل، وضد الإمبريالية، وكانت نقاشاتهم تصل إلى الصباح، قائلاً: “كنا نتناقش مع المثقفين والثوار”.
وأضاف شلقم في حديثه، أنه لاحظ لدى الإيرانيين طريقة غريبة في التفكير، وهي أن الأمة الإسلامية تتكون من ثلاث شعوب أساسية، العرب والفرس والترك، ويقولون ليس للعرب فضل في شيء، إلا النبي منهم والقرآن بلغتهم، وليس لديهم خلفية حضارية ولا تراث، ولا يجيدون إلا الشِّعر، ولكن حكموا باسم الإسلام المنطقة، مائة سنة في العهد الأموي، و600 سنة في العهد العباسي.
وعن الأتراك، أضاف المندوب الأسبق لليبيا في الأمم المتحدة، أن الإيرانيين يرون فيهم أنهم لا يجيدون شيئا إلا القِتال، والأمة الوحيدة التي لها خلفية حضارية وموروث قديم هم الفُرس.
وأكد شلقم، أنه أبلغ عبدالسلام جلود، بقوله: لا يمكن توحيد الثورتين، يمكن توحيد برنامجيهما، لكن الفكر مختلف، نحن لدينا الكتاب الأخضر وهُم عندهم ولاية الفقيه.
وحول الدعم العسكري الليبي لإيران، أوضح شلقم أنهم في البداية طلبوا الدعم من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد واعتذر منهم، ثم توسّط لهم مع ليبيا، مضيفا أن معمر القذافي لم يكن متحمسا من الانحياز لإيران، ولكن بعض التيارات في القيادة كانت كذلك، منهم أبوبكر يونس الذي كان قائدا للجيش، وكان قوميا متعصبا وكان فاترا في دعم إيران، على الرغم من أنه كان يختلف مع صدام وحزب البعث، لأنه كان قوميا ناصريا، لكنه خضع لأوامر معمر القذافي وأن الذي كان أكثر حماسا “الرائد عبدالسلام جلود”، لدعم إيران. لأنه كان يعتقد أنه يمكن تكوين جبهة في وجه إسرائيل، وإبطال مفعول اتفاقية كامب ديفيد، بين السادات وإسرائيل، مضيفا أن الشعب الليبي كان رافضا لهذا الدعم الليبي لإيران.
وعن أسباب الدعم، أشار شلقم، إلى أن حافظ الأسد هو من أقنع معمر القذافي بدعم إيران، وأيضا لأن القذافي لديه حساسية شديدة من صدام حسين.
ووصف مندوب الليبي الأسبق، المساعدات الليبية العسكرية لإيران، بالكبيرة والمؤثرة، منها صواريخ سكود، التي ضربت أثناء الحرب بغداد، وهذا سبّب ردة فِعل لدى الأوساط الحاكمة في ليبيا، التي كان فيها الكثير من القوميين العرب، وكانوا يرون في هذا الدعم تجاوزا.
وأشار إلى أن قضية الإمام الصدر، لم تكُن قضية أساسية في العلاقات بين ليبيا وإيران “إطلاقًا”، وأن العلاقات فترت في الفترات الأخيرة بين البلدين.
وأوضح شلقم، أن لديه شكوكا لكونه قابل وزيري الداخلية والعدل في إيطاليا، وأنه وجد القاضية التي نظرت في القضية، وتحدث إلى ضابط الجوازات سائلا عن تأشيرات “موسى الصدر ومن كان معه”، إن كانت مزروة؟ فأجابوه: لا. منوها بأنهم يَعتدُّون بالأوراق والمستندات فقط.
وأضاف شلقم، أن موسى الصدر قد دخل إلى إيطاليا، وأنه حاول أن يعرف، هل تآمرت عليه المافيا الإيطالية أو أخذ مبلغا كبيرا “كاش”، بحيث يكون قد تعرض للخطف في إيطاليا، هل كان “أبو نضال” في ليبيا، واختطفه لأنه وجد في المزرعة التي يقيم فيها، جثث كثيرة، مؤكدا في حديثه بقوله: أي أحد يجزم ويقول إن موسى الصدر قد قُتل في ليبيا، أو خُطف في ليبيا، أو يجزم، سأقول له: أنت غير دقيق في كلامك، لا يمكن أن يكون مختفيا، وفي ليبيا لا يوجد ما يدل أنه اختفى فيها.