شقيق بوتفليقة من “طموح مالي” إلى “جموح سياسي”
218TV | خاص
في “أسوأ كوابيس” سعيد مستشار وشقيق الرئيس الجزائري المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة لم يخطر بباله أن يتهاوى فوق رأسه كل ما بناه، وقام بنسجه طيلة السنوات الست الماضية مع تسجيل أول عجز طبي للرئيس المستقيل عن إدارة شؤون البلاد، وهو الإقرار الذي مارسته صحافة دولية رصينة وموثوقة، وظلت المؤسسات الجزائرية تنفيه، أو تتجنب شرحه أو التعليق عليه، قبل أن يصبح وضع الرئيس المستقيل معلوما للجزائرييين في آخر عامين، لكن سعيد بوتفليقة الذي وُصِف بأنه “حامل أختام الرئيس” ظل يحاول أن تسقط “تفاحة السلطة” بيده، وهو أمر يُعْتَقَد أنه أصبح “بعيد المنال”.
في عام 2013 ومع ما تردد عن أزمة صحية عميقة لبوتفليقة غاب معها لأشهر عن “السمع والنظر” لوحظ أن سعيد بوتفليقة قد أقفل كل الأبواب التي تسمح بالمرور لمقابلة “الشقيق المريض”، بل يتردد أنه كان يتحدث مع القادة الدوليين على أنه “الرئيس المريض” عدا عن أنه كان “خط الوصل” بين بوتفليقة وقادة المؤسسة العسكرية، بل أنه سمّى وأقال قادة سياسيين وعسكريين من دون أن يعلم بوتفليقة الرئيس بقرارات شقيقه التي صبّت جميعا نحو تعزيز كل الخيوط في يديه، والسعي للتحضير من أجل فوزه بالرئاسة، وجلوسه على كرسي الشقيق الرئيس، خصوصا بعد أن نسج علاقات مهمة مع مجتمع رجال المال والأعمال داخل وخارج الجزائر.
لم يكن شقيق بوتفليقة طامحا لأكثر من المال في السنوات التي تلت مرض الشقيق الرئيس، بل كان يقوم بتجيير بعض عقود الدولة في مجالات الطاقة لشركات صغيرة أسسها في الخارج، وأخرى ساهم بها لتسهيل صفقاتها بـ”أختام رئاسية” غير قابلة للجدل، لكن سرعان ما أظهر سعيد بوتفليقة الذي وضع قطاع النفط والغاز تحت هيمنته غير المباشرة في سنوات مرض وغياب الرئيس “جموحا سياسيا” لاحظه كل من التقاه في السنوات الأخيرة، إذ ظهر وهو يعمل لهدف واحد ومحدد وهو الوصول إلى السلطة بعد وفاة شقيقه مباشرة، وهو الأمر الذي اصطدم بمخاوف المؤسسة العسكرية التي لم تكن تنظر بارتياح لـ”الشقيق والمستشار”، مثلما لم تكن تنظر إليه على أنه “خصم سهل” في السنوات الأخيرة.
قرار استقالة بوتفليقة يُقال إن سعيد من أعدّه، وجاء لـ”قطع الطريق” على المؤسسة العسكرية، فالمادة (102) من الدستور والتي تعالج مسألة استقالة الرئيس تقول إن رئيس البرلمان هو من يلي الرئيس المستقيل لفترة مؤقتة لا تزيد عن تسعين يوماً، وفي هذه الحالة فإن عبدالقادر صالح الذي سيتولى هذه المهمة هو أحد عناصر الحلقة الضيقة المقربة من سعيد بوتفليقة، وهو ما يعني أن نفوذ سعيد بوتفليقة قد يتمدد أثناء الفترة الرئاسية المؤقتة، الأمر الذي من شأنه إفساد خطط المؤسسة العسكرية الاستعانة بشخصية سياسية غير مقربة من سعيد بوتفليقة.
أوساط جزائرية تقول إن “الجموح السياسي” لبوتفليقة الشقيق شارف على الانتهاء، وربما يعتقله الجيش في أي لحظة خلال الأيام وربما الساعات المقبلة، لكن أوساط أخرى تقول إن سعيد بوتفليقة قد يفاجئ الجميع بالجلوس مكان شقيقه، وأنه قد يفوز بمعركة “كسر العظم” مع رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح الذي وضع سعيد بوتفليقة على راداره لـ”قنصه سياسيا” في أي لحظة.