شركة سويسرية تعتزم تربية “الذباب” لهذا السبب
تعتزم الشركة الناشئة “تيتشينسيكت TicInsect”، التي تتخذ “كانتون” تيتشينو جنوب سويسرا، مقرا لها، إنشاء أول مصنع لمعالجة النفايات الحيوية، سيعمل فيه مئات الملايين من هذه الحشرات الشرهة.
ويأتي تخطيط الشركة، للاستفادة من وجود الذباب في حياتنا، وإمكانية أن تُساهم “مساهمة كبيرة في الحدّ من إهدار الموارد وإزالة الغابات وتغير المناخ، ويمكن أن تصبح شريكا مهمًا في بناء اقتصاد دائري ومستدام”.
وإمكانية ذلك، عبر الاستفادة من “ذبابة الجندي السوداء” لإعادة تدوير الأكوام العارمة من نفايات الطعام، التي تنتجها المصانع والبيوت، بطريقة نظيفة وفعالة، وفقا لما نقله موقع “سويسرا بالعربي”.
وأوضحت المؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة “تيتشينسيكت TicInsect”، إليزا فيليبّي، بقولها “سويسرا تنتج كل عام ما يقرب من ثلاثة ملايين طن من النفايات العضوية، يذهب معظمها إلى المحارق بسبب عدم وجود نظام مناسب للتجميع المنفصل، وتضييع مواد بقيمة غذائية وطاقة عاليتين ليس مجرد إهدار، بل خطأ اقتصادي أيضًا”.
وافتتحت فيليبي، العام الماضي، وهي خريجة علوم الإنتاج الحيواني، “مختبرًا في قرية تِسِّرِيتي في الكانتون الناطق باللغة الإيطالية، بهدف إنضاج فكرة إدارة ومعالجة النفايات العضوية بطريقة مستجدة، عمال هذا المعمل التجريبي هم عشرات الآلاف من يرقات ذبابة الجندي السوداء، وهي نوع من الذباب شديدة المقاومة للأمراض والبرد والعوامل البيئية الأخرى، ويمكن التعامل معها بسهولة، وتعيش بتكاثف حيثما توجد فضلات عضوية، يرقاتها شرهة جدًا وقادرة في ظرف ساعتين على هضم رغيف بيتزا وجعله يختفي في بطنها تماما”، بحسب الموقع السويسري.
وأكد إليزا فيليبي، “إن ما يقرب من 3 ملايين طن من النفايات العضوية التي تنتجها سويسرا سنويًا باهظة التكاليف اجتماعيا واقتصاديا، فهناك تكاليف الإدارة وتكاليف التخلص منها، بينما نستطيع بواسطة الحشرات أن نحوّل التكاليف على موارد، ونصنع ثورة مستدامة، وهذا هو الحل الوحيد الممكن”، كما التي ترى ضرورة المبادرة إلى تغيير العقلية.
وختمت حديثها: “إن طريقة إنتاجنا للغذاء اليوم هي التي تدمر كوكبنا، وليس لأننا ننتج الطعام، بل لأننا ننتجه بطريقة غير فعالة مطلقًا، فإما أن نعيد التوازن إلى هذا النظام، وإلا سنواجه عواقب بلا رجعة”.