شجاعة “ورد” وجمال “العفراء” ربط الليبيين بالبركان
أحلام المهدي
خاص 218tv.net
لم يكن ما يشاهده الليبيون أيام التلفزيون الرسمي والقناة الأرضية الواحدة مرتبطا يوما بذوقهم الخاص، بل بالمزاج السياسي العام للسلطة، فإذا كانت العلاقات جيدة مع إحدى الدول شاهدنا دراما أو سينما أو برامج أو حتى “شكلاطة” من إنتاجها.
لكن الدراما السورية تقريبا لم تعِش أية قطيعة مع الجمهور الليبي في كل العصور، فشاهد الليبيون بدايات معظم الفنانين السوريين في مسرحيات “محمد الماغوط” ومعظم أعمال النجم “دريد لحام” والنجم الراحل “ياسر العظمة” التي كانت أعمالهما تضم معظم نجوم ونجمات الدراما السورية الذين لازال بعضهم يواصل العطاء ويسطع حتى اليوم.
ومن الأعمال الدرامية السورية التي لاقت رواجا كبيرا في ليبيا، مسلسل “البركان” الذي يعدّ من أول أعمال الفانتازيا التاريخية في العالم العربي، وهو من إخراج المبدع “محمد عزيزية”، وقد أنتج العام “1993”، ويحكي العمل قصة قبيلة عربية ضعيفة سياسيا واقتصاديا هي قبيلة “الجنادب” التي يغير عليها “الرومان” دائما ويسلبون ثرواتها ومواشيها ويخطفون نساءها.
ليظهر “ورد” القوي الذي يقوم بقتل سيد القبيلة خلسة لتعم الفوضى، فيتفق الجميع على اختيار زعيم آخر، يكون شابا على غير عادة العرب وقتها، ويتبارز الشباب بالسيوف والرماح أيضا حتى يفوز “الغضنفر”، لكن “ورد” يقاتله ويصرعه أمام استغراب الجميع، بسبب ضعف بنيته، ليصبح سيد القبيلة الجديد.
ويبدأ هذا الرجل بإخراج القبيلة من ضعفها وتدريب فرسانها، وتبدأ مرحلة جديدة تصبح فيها هذه القبيلة من أقوى قبائل العرب ويبدأ ورد بالتخطيط للهجوم على الروم.
والمسلسل ربما هو أول معرفة الجمهور الليبي بالفنان الذي ارتبط به كثيرا بعد ذلك في كثير من الأعمال “رشيد عساف” الذي يجسد شخصية القائد الشجاع “ورد”، أما البطلة الجميلة التي لفتت إليها الأنظار رغم عدم استمرار سطوعها فيما بعد كباقي نجمات جيلها فهي “واحة الراهب” التي لعبت دور العفراء.
وبرزت أيضا شخصية النجم “سلوم حداد” في دور “ذي الهمة”، و”عبد الهادي الصباغ” في دور “المنذر”، وغسان مسعود “ربيعة”، وصباح عبيد “الغضنفر”، ليترك هؤلاء النجوم بصمتهم على الذاكرة الليبية والعربية بهذا المسلسل الذي لازال ملتصقا بالذاكرة بكل أحداثه وشخصياته حتى اليوم.