شبح اللشمانيا يلوح في الأفق وغياب لـ “صحة” الوفاق
عاد شبح مرض اللشمانيا الجلدي للانتشار مجددا بمناطق مختلفة في غرب وشمال ليبيا.
وشهد مستشفى تاورغاء ازدحاماً كبيراً بمصابي مرض اللشمانيا، بعد أن أعلنت إدارته أنها استقبلت في الأربع والعشرين ساعة الماضية أكثر من مئة وخمسين حالة، ما بين أطفال ونساء وكبار السن وفقا لصحيفة الشرق الأوسط.
منذ ظهوره العام الماضي، مخلفاً حالة من الخوف والفزع بين المواطنين، لأسباب أرجعها مختصون لقلة الأدوية، وانتشار النفايات الضارة، بسبب تقاعس المجلس الرئاسي وعدم التدخل بسرعة لحل أزمة سكان مدينة تاورغاء.
المرض الذي يخترق جلد الإنسان بعد لدغه من “ذبابة الرمل”، ويخلف ندوباً غائرة باتجاه العظم، وانتشر بين السكان كما أعلن رئيس المجلس البلدي عبدرالرحمن الشكشاك إصابته بالمرض، كما أصاب في طريقه أيضا فريقاً من الأطباء وكشفت إدارة مستشفى تاورغاء الأسبوع الماضي عن إصابة أحد أطقمه الطبية باللشمانيا بسبب تعامله مع المرضى.
وانتشرت اللشمانيا في بلدات ومدن عدة، من بينها بني وليد وسرت، بالإضافة إلى تاورغاء، التي تشتكي من تراكم النفايات الضارة في شوارعها، مع تزايد انتقال الطفيليات المعدية.
مصدر محلي قال في تصريحات للشرق الأوسط إن “المرضى يتزايدون بشكل مخيف، وهناك أكثر من ألف مصاب منذ أبريل الماضي”، مشيراً إلى «أنهم يسعون إلى محاصرة هذا الداء بتقديم الخدمة الطبية لجميع المصابين في وقت سريع، لكن الأدوية سرعان ما تنفد مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية دعّمتهم بكمية من الأدوية، لكن أمام تزايد عدد المصابين وجه دعوته إلى جميع الجهات الدولية للمساعدة في التصدي للمرض، الذي قال إنه “ينتشر بين المواطنين بشكل واسع”
وقال أيمن الرافدي أحد سكان تاورغاء لـ«الشرق الأوسط» بأنهم تقدموا بشكوى إلى حكومة الوفاق منذ قرابة سنة، محذرين من أن القمامة المنتشرة في تاورغاء ستنقل الأمراض الخطيرة، لكن لم يتم الاستجابة لهم حتى الآن، وهو ما ساهم في انتشار وباء اللشمانيا بين السكان العائدين إلى ديارهم
وبعد أن تخلت حكومة الوفاق عن سكان المدن التي انتشر فيها الوباء فإن ناقوس الخطر يدق لمكافحة هذا المرض قبل أن يستفحل وتتسع رقعته في هذا البلد الذي يعاني تدنيا كبيرا في الخدمات والمرافق الطبية في كافة المدن والبلدات.